مراكش المغرب .. مدينة الالوان والنخيل

الموقع والسكان

تقع مدينة مراكش جنوب المملكة المغربية بالقرب من جبال الاطلسي . تبلغ مساحتها 230 كيلومتر مربع ، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 920 الف نسمة ما يجعلها ثالث اكبر مدينة في المغرب من حيث عدد السكان .

اصل التسمية

تعود تسمية مراكش الى كلمة أموراكش التي تعني (أرض الله) باللغة الامازيغية. وتطلق عليها تسميات اخرى مثل (المدينة الحمراء) و (عاصمة النخيل).

تاريخ مراكش

تأسست مراكش في عام 1062 على يد يوسف بن تاشفين ، خامس حكام دولة المرابطين في المغرب وأهم زعمائها. كانت المدينة عاصمة لدولة المغرب في فترات حكم المرابطين والموحدين . وعانت كبقية مدن المملكة من تعاقب الاحتلال البرتغالي والاسباني والفرنسي بسبب مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي المميز في القارة الافريقية.

كان المزارعون الامازيغ اوائل من سكن المدينة الحمراء في العصر الحجري الحديث . وأكدت ذلك الأدوات الحجرية التي اكتشفها المنقبون في المنطقة.

لعبت مراكش منذ تأسيسها ادواراً بارزة في مجال الدين والمعرفة والثقافة. وتمركزت في المدينة أعرق المكتبات الخاصة والعامة التي ضمت كتباً شملت معارف وعلوم كثيرة ، لا سيما مكتبة الشعب والمكتبة القادرية ومكتبة مولاي هاشم .

اما في مجال التعليم فقد كانت المساجد مصدر التعليم الاول لابناء مراكش . كما تأسست فيها أشهر وأقدم مدرسة وهي مدرسة ابن يوسف التي كانت مقصداً لطالبي العلم من داخل مراكش وخارجها وكانت تدرس فيها جميع العلوم والمعارف وبخاصة الفقه وعلوم الدين .

الجوامع

تتميز العمارة التقليدية في المغرب بجمال هندستها وتصاميمها التي يغلب عليها الطابع الإسلامي . ويبرز التأثير الواضح للطراز الاندلسي على مآذن جوامعها الشاهقة .

تتزين جدران المساجد بالزخارف النباتية والنقوش ، وتغطى ارضياتها بالسيراميك الملون والفسيفساء معقدة الزخارف “الزليج” . كما تحتوي المساجد على باحات واسعة ونوافير جميلة ، اما في داخلها فتبرز المحاريب المقوسة ذات الزخارف الخطية والنباتية المبهرة ، وتحيط بالمسجد استراحات خارجية وأشجار وارفة الظلال.

يعتبر مسجد الكتيبة أعرق مساجد مراكش وأشهرها ، وتعتبر مئذنته التي ترتفع 150 في السماء إحدى رموز مراكش الوطنية . يتزين برج المئذنة بأربع كرات نحاسية ، اما جدران البرج فقد زوّقت بالزخارف الملونة بالازرق والابيض والاخضر الزمردي.

الاسواق

كانت مراكش في الماضي ممراً رئيسياً للقوافل التجارية التي تربط شمال المغرب بجنوبها ، واحتوت أزقتها الضيقة على أعرق الاسواق الشعبية التي بقيت محافظة على مكانتها وطابعها التقليدي منذ ذلك الحين . 

تنتشر أكشاك البيع في الشوارع ويعرض الحرفيون صناعاتهم اليدوية كالمزهريات والفوانيس و أباريق الشاي والأقمشة والأواني الفخارية التي تتميز بجمال الوانها وروعة نقوشها . كما تنتشر دكاكين التوابل والعطور والمقتنيات التراثية التي تنفرد بها المملكة المغربية .وتعتبر المطاعم التي تقدم المأكولات المغربية الشعبية وجهة مفضلة لدى السياح الاجانب.

تعتبر ساحة الفنا التي تقع في المدينة القديمة المزار السياحي الأشهر في مراكش ، ونتيجة لذلك فقد تم ضمها الى مواقع التراث العالمي (اليونسكو) . تعج هذه الساحة بالحياة ويقصدها السياح الأجانب لغرض الترفيه وتسوق الهدايا التذكارية والبضائع التقليدية التي تتميز بدقة زخرفاتها و الوانها الزاهية . وتكتظ الساحة بأكشاك الباعة الذين يعرضون كافة المنتجات والسلع ، فضلا عن المطاعم الشعبية التي تقدم المأكولات التقليدية اللذيذة .

الحدائق

تعتبر الحدائق البهيجة إحدى ابرز عناصر الجذب السياحي في مراكش ، وتشكل المساحات الخضراء متنفساً لأبناء المدينة والسياح الذين يجدون فيها فرصة للاستمتاع بالهواء العليل والاسترخاء بعيداً عن صخب المدينة. تشترك الحدائق المراكشية بتنوع اشجارها ونباتاتها وتبرز فيها العناصر الجمالية للفن المغربي الاصيل و بالأخص على جدرانها ونوافيرها الجميلة .

ولعل اشهر هذه الحدائق هي حديقة ماجوريل المعروفة بجدرانها الزرقاء ونباتات الصبار التي تلمؤها، بالإضافة الى الازهار ذات الالوان المبهجة والاصول المتنوعة. تليها حدائق المنارة التقليدية التي تحيط بها اشجار الزيتون والنخيل الباسقات ، و تتوسطها بركة ماء جميلة.

وهناك حدائق غنّاء اخرى يقصدها السائحون للتنزه و هي حدائق النخيل وحدائق سايبر وحديقة مسجد الكتبية ، وحديقة الفنون ، بالإضافة الى الحديقة السرية التي تقع في المدينة العتيقة .

الاقتصاد والسياحة

تعتبر مراكش الوجهة العاشرة عالمياً ، ويتجاوز عدد السائحين الذين يتوافدون اليها سنوياً 3 مليون زائر مما يضعها في صدارة المدن السياحية في المغرب . تتميز المدينة بمناظر طبيعية وتضاريس متنوعة بالاضافة الى مناخها اللطيف ، وتتوفر فيها بنية تحتية حديثة وبنايات ذات طابع معماري تراثي .

تم اختيار مراكش في عام 2020 لتكون عاصمة أفريقيا الثقافية الأولى . بسبب تنوع ثقافاتها الافريقية وعراقة إرثها الحضاري ، بالاضافة الى كونها مركزاً حيوياً للكثير من النشاطات والفعاليات.

تعتبر السياحة المصدر الاقتصادي الأول والرئيسي في مراكش . و تمتاز انشطتها الاقتصادية بالتنوع والازدهار ، ولعل اهمها الصناعات التقليدية والمنتوجات النحاسية والحديد والخشب . اما في مجال الزراعة فتشتهر مراكش بتصدير المنتجات الفلاحية والأغذية المعلبة الى الدول الاوربية بشكل اساسي.

المتاحف

تعد المتاحف العامة و الخاصة التي تنفرد بها المغرب وجهة لا غنى عنها لمحبي التاريخ والفن . وتضم مدينة مراكش متاحف فريدة تضم قطعاً اثرية مثيرة للاهتمام ومخطوطات نادرة ومقتنيات تاريخية تحكي ماضي المدينة العريق.

يعتبر متحف مراكش الواقع بالقرب من مدرسة يوسف بن تاشفين ، احد اقدم واشهر متاحف المدينة . تم بناء المتحف في نهاية القرن التاسع عشر وكان يسمى في حينها (قصر المنبهي) نسبة الى المهدي المنبهي . الذي كان سفيراً و وزيراً للدفاع في فترة حكم السلطان مولاي عبد العزيز . يتكون القصر من اربع غرف تطل على فناء مفتوح تمت تغطيته بسقف تزينه ثريا ضخمة تزن 1200 كيلوغراماً . تتميز جدران المتحف وزواياه بجمال نقوشها وزخرفاتها الملونة . وتعرض في حجراته مختلف المقتنيات العتيقة من حلي وكتب نادرة ، كما تعرض الاستكشافات التاريخية التي تعكس ماضي مراكش العريق.

تضم المدينة متاحف شهيرة اخرى ، على سبيل المثال : متحف إيف سان لوران ومتحف المواسين و متحف بوشارويت ، وهيريتج ميوزيم المغرب . ومتحف دار السي سعيد ذو الطابع المعماري البيزنطي . بالاضافة الى متحف مراكش لفن التصوير ، و متحف حضارة الماء الفريد . والذي يستعرض أساليب جلب الماء وتوزيعه في مناطق المملكة العتيقة في الماضي.

المناخ وافضل اوقات السنه لزيارة مراكش

يتميز الصيف في مراكش بالجفاف وارتفاع درجات الحرارة ، بينما يتسم فصل الشتاء بجو بارد بشكل لطيف وتهطل فيه الامطار .

أفضل أوقات زيارة مراكش هي في الخريف والشتاء حيث تعتدل درجات الحرارة و يصبح الجو اكثر لطافة . وينصح بالسفر في شهري مايو وسبتمبر بسبب كونهما الأكثر اعتدالاً .

في الختام ، نرجو ان يكون مقال مراكش المغرب .. مدينة الالوان والنخيل قد ساعدك في التخطيط لرحلتك القادمة !