في بغداد تستطيع أن تكتشف الحضارة والعلم والثقافة وأنت تجول بين الشوارع العتيقة التي لا تزال رائحة التاريخ تفوح في كل شبر فيها . بغداد التي ظلت صامدة أمام الأعداء يقصدها السائحين من كل صوب ليشاهدوا هذه المدينة التي لم يستطع أحد تدميرها.
قال ياقوت الحموي عنها “أم الدنيا وسيدة البلاد”. وقال عنها أبو إسحاق “بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية”. تُرى ما هي تلك المدينة التي شغلت العقول وأسرت القلوب بجمالها وحضارتها العظيمة؟ فيما يلي بعض معالم بغداد السياحية التي ننصحك بزيارتها :
جدول المحتويات
المتحف البغدادي
يقع على ضفاف نهر دجلة ويعرف ايضاً بمتحف الفلكلور الشعبي . ويقع على ضفاف نهر دجلة ويضم أشكالاً مختلفة من التحف الفنية التي تعبر عن الحضارة العراقية القديمة بما فيها من عادات وتقاليد وحرف تراثية قديمة.
ويرجع بناء المتحف إلى مبنى قديم يرجع للعصر العثماني عام 1869 وافتتح المتحف عام 1970 م. ويحتوي على تماثيل تعبر عن الحياة الاجتماعية في العراق قديماً وتراثها الشعبي.
نصب الشهيد
هو أحد أهم المعالم السياحية في بغداد والتي شيدها العراق امتناناً لكل من ضحوا بدمائهم في سبيل الدفاع عن أرضهم وعرفاناً لهم بالجميل. وقد تم بنائه عام 1983.
من يزور نصب الشهيد يستطيع أن يلمس الرقي البالغ في أسلوب بنائه. والذي يتكون من قبة فيروزية مقسمة إلى نصفين تحتضن داخلها الشهيد الملفوف بالعلم العراقي والأخرى يتدفق أسفلها الماء تعبيراً عن العطاء والتضحية.
شارع الرشيد
أشهر الشوارع العراقية على الإطلاق، شارع الرشيد هو من الشوارع السياحية في بغداد. والتي تضم عددًا من المساجد الآثرية كمسجد الحيدرخانة، وجامع حسين باشا، وجامع سيد سلطان وجامع مرجان.
كما يضم عددا من الأسواق الشعبية القديمة كسوق الصفارين والهرج والسراي والشورجة. ويتميز الجامع باحتوائه على ألف عمود خرساني على أطرافه مزينة بالتيجان.
ويتميز شارع الرشيد بوجود الخدمات والعناصر الترفيهية كدور السينما والمسارح والخانات والمتحف البغدادي والمقاهي والمحلات. ووجود المدارس الأثرية القديمة كالمدرسة المأمونية والمستنصرية.
ولم تنتهي بعد رحلتك بشارع الرشيد فعليك اكتشاف بعض الزوايا والتكايا التي كان يتعبد بها الصوفيون. وبعض البيوت اليهودية والكنائس والأديرة في إندماج ثقافي رائع.
سوق الشورجة
تشتهر بغداد بأسواقها القديمة ومن أقدمهم سوق الشورجة والذي يقع في وسط بغداد. ويعد أكثر الأسواق ازدحاما وإقبالاً من أهل العراق والسائحين.
استطاع السوق أن يحتفظ بمكانته وأهميته رغم ظهور الأسواق الحديثة، أما عن بدايته فقد كان في الماضي سوقاً للعطور وعرف بسوق الرياحين. ثم تعددت به محلات التجارة وعرف بإسم الشورجة المشتقة من شوركاه أي بئر الماء المالح.
ويضم السوق كل ما يمكنه أن يخطر على البال من العطور والملابس والغذاء والحيوانات وسوق النحاس وسوق الغزل وغيرهم.
اقرأ ايضا : ابرز الاماكن السياحية في محافظة الموصل العراقية
متنزه الزوراء
وهي واحدة من المتنزهات التي يفضلها أهل بغداد والزائرين بالعراق. ومن أقدم الحدائق في بغداد حيث يعود تاريخ بنائها إلى عام 1917 وتقع في وسط بغداد وبمنطقة الكرخ تحديدا.
وهي حديقة واسعة للغاية تنتشر بها الأشجار التي يصل عددها إلى نصف مليون شجرة. ويقصدها الزوار من أجل ان يستمتعوا بجمال المناظر الطبيعية والترويح عن النفس.
يضم المنتزه الكثير من أشكال الترفيه ويقبل عليه الزائرين في العطلات الرسمية والأجازات والأعياد و خصوصا في مهرجان بغداد الدولي للزهور.
شارع أبو نواس
يقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة وقد سمي بهذا الإسم نسبة إلى شاعر العصر العباسي أبو نواس. ويتميز الشارع بالأجواء الليلية التي تشجع الزائرين على السهر والاستمتاع بالهواء الطلق والغروب وتناول الطعام.
تنتشر على جانبي الشارع عدد من المطاعم وخاصة مطاعم الأسماك. وفي الشارع سيلفت انتباهك ثلاث تماثيل إحداهما للشاعر أبو نواس والآخر لشهرزاد وهي تحكي لشهريار القصص والحكايات.
كما تتوزع في الشارع أكشاك لبيع الأسماك الطازة والجاهزة وهناك عدد من المحلات القديمة في هذا التخصص داخل الشارع ومنها مطعم البغدادي.
كورنيش الأعظمية
يطل كورنيش الأعظمية على نهر دجلة ويتميز بإطلالة رائعة على هذا النهر العظيم. ويتميز بالحدائق والمنتزهات والهواء الطلق الذي يجعل الزوار يشعرون بالراحة والهدوء النفسي.
وتنتشر بالكورنيش المطاعم ومدن الألعاب والملاهي والنوادي. لذلك فهي زيارة محببة للأطفال والشباب وتعد وجهة مفضلة للعائلات العراقية في العطلات الرسمية.
ساحة التحرير
تقع في الجهة الشرقية من منتصف بغداد وقد اكتسبت أهمية كبيرة لدى العراقيين بعدما أصبحت مركزا للاحتجاج الوطني خلال ثورة تشرين عام 2019 . في الواقع، لقد أدخلت الكثير من التعديلات والتطويرات على ساحة التحرير بعدما كانت منصة للتعبير عن الرأي في ثورة تشرين.
تحتوي ساحة التحرير على تمثال كبير للفنان جواد سليم يرجع لعام 1958 م ، وتقع خلفه حديقة الأمة، ونافورة المياة التي يحرص كل الزوار على إلتقاط الصور أمامها.
نهر دجلة
نهر دجلة والذي ازدهرت على ضفتيه الحضارات على مر العصور، الحضارة الساسانية والسومرية والآشورية وغيرهم عاشوا حول هذا النهر الخالد.
والآن يتوافد الكثيرون من الناس إلى نهر دجلة من أجل الاستمتاع بمنظر الغروب الرائع على النهر. وللإستمتاع بالرحلات النهرية عبر الزوارق والقوارب التي تمر عبر النهر.
زقورة عقرقوف
هو أحد الآثار السومرية العتيقة بالعراق. بني على يد الملك كوريكالزو قبل 1400 عامًا من الميلاد. وذلك خلال حكم الدولة الكيشية بالقرن الـ 14 قبل الميلاد، وقد كانت الزقورة هي العاصمة آنذاك.
وقد بناها الكوشيون لتكون مركزا للحكم ولعبادة الآلهة. فزقورة عقرقوف تحوي المعابد المخصصة لعبادة الآلهة أنليل، ونينليل، ونينورتا. في الوقت الحالي أصبحت زقورة عقرقوف مقصداً لجميع السائحين الذين يرغبون في معرفة تاريخ العراق.
المدائن (سلمان باك)
تقع جنوب شرق بغداد، وهي من المدن التاريخية القديمة التي كانت عاصمة للفرس والساسانيين. وعرفت بسلمان باك لإحتوائها على قبر الصحابي سلمان الفارسي، والذي ظل حاكما لها لفترة من التاريخ.
وسميت بالمدائن لإحتوائها على سبع مدائن، كما أن عدداً من الصحابة الكرام قد دفنوا بها ومنهم حذيفة بن اليمان وعبد الله بن جابر الأنصاري. وتضم المدينة إيوان كسرى الشهير.
شارع المتنبي
الشارع الذي يصل تاريخه إلى مئات الأعوام، هو شارع الثقافة والكتب والقراءة. فيه تشم رائحة مكتبة بغداد العريقة التي دمرها المغول بظلمهم وجبروتهم. يرجع تاريخ الشارع إلى نهاية العصر العباسي.
يقع بالقرب من شارع الرشيد ويتميز بسوق الكتب التي يقبل عليها العراقيون من كل مكان وخاصة بيوم الجمعة. ويضم الكثير من المكتبات كما يحتوي على مطبعة أثرية قديمة يعود تاريخها للقرن الـ 19.
يعج الشارع بالمقاهي التي يرتادها المثقفون لإدارة الحوارات الفكرية والندوات الثقافية.
كما يضم القشلة وهي مبنى قديم بني في القرن التاسع عشر الميلادي في عصر الحاكم العثماني مدحت باشا. وكانت مخصصة لإقامة الجنود وبها برجٌ مميزٌ به ساعة لإيقاظ الجنود، وقد أصبحت القشلة الآن مكاناً لبيع الكتب.
هذه كانت بعض معالم مدينة بغداد السياحية. التي كانت وما زالت المدينة العتيقة أقدم مدن العالم وأعظمها مكانة رغم ما عاشته من صعاب وتحديات ..
