تعدّ مدينة الموصل من أشهر المحافظات العراقية التي امتازت بمساحتها الواسعة وسحر طبيعتها الخلّابة . وجمالها الذي جعلها مقصداً للكثير من السيّاح . فهي تحتل المرتبة الثانية بعد مدينة بغداد من حيث المساحة الكبيرة والكثافة السكانية . كما أنها تعتبر من أهم المدن العراقية التاريخية التي منحت بصمة مميزة في نشأة العديد من الحضارات العريقة . كالحضارة الآشورية ، وقد سميت هذه المدينة “بالموصل” بسبب موقعها الاستراتيجي المميز الذي يصل ما بين بلاد خراسان وبلاد الشام . في سطورنا التالية سنتعرف على أبرز الأماكن السياحية التي يقصدها السيّاح في مدينة الموصل العراقية فتابعوا معنا .
أبرز الأماكن السياحية في مدينة الموصل:
هناك الكثير من الأماكن السياحية الراقية التي لابد من زيارتها في حال سافرت إلى مدينة الموصل العراقية ، وأبرزها ما يلي :
جدول المحتويات
غابات الموصل
لعلّك سمعت يوماً عن غابات الموصل الشهيرة جداً في العراق والتي تقع في جنوب شرقي مدينة الموصل . حيث تعدّ من أهم المناطق السياحية التي يقصدها السيّاح بشكل سنوي . فضلاً عن موقعها الاستراتيجي وإطلالتها الخلّابة على نهر دجلة واجوائها المميزة التي تنوّعت ما بين المطاعم اللذيذة والمقاهي الشبابية والملاهي المحببة للأطفال . إضافةً إلى غناها بالأشجار الفريدة كالاسبندر والدردار وحيواناتها البريّة التي يمكنها أن تضيف مزيجاً رائعاً للرحلة .
![شخص داخل قارب في نهر دجلة في الموصل العراق في منطقة غابات الموصل](https://arabworld.site/wp-content/uploads/2023/01/IMG_1636.jpg)
نهر دجلة
يعدّ نهر دجلة من أبرز تضاريس مدينة الموصل وهو جزء لا يتجزأ عنها ، حيث ينبع بدءاً من جبال طوروس التركية مروراً بنهر الفرات في سوريا حتى يصل إلى العراق . لذلك فهو يضم العديد من الروافد والطرق الصغيرة كنهر الخابور ونهر الزاب الصغير وغيرها ..
كما يعتبر من أجمل الأنهار ، وهو قبلة أساسية للعراقيين والسيّاح من مختلف البلدان ولاسيما أهالي محافظة نينوى ، الذين يقبلون إلى المقاهي ذات الأجواء الرائعة التي تقع على ضفة نهر دجلة . وهناك العديد من الأشخاص الذين يقصدون نهر دجلة من أجل القيام بالتخييم وحفلات الشواء الجماعية ، وبعضهم الآخر يذهبون من أجل الاستجمام والهدوء والاستمتاع برؤية الطبيعة ..
يُقال أنه في عام 1905 تعرّض نهر دجلة إلى التجمّد التام ، بسبب برودة الطقس الشديدة ودام ذلك التجمد حتى 20 يوماً .
![نهر دجلة و ضفتيه](https://arabworld.site/wp-content/uploads/2023/01/IMG_E1635.jpg)
قرية السفينة
تقع قرية السفينة السياحية على مرتفع في جنوب الموصل وهي تطل على نقطة التقاء نهر الكبير أو الزاب بنهر دجلة ، ولكن هناك عدد كبير من الأشخاص يجهلون وجود هذه القرية فهي تعدّ أقل شهرةً من غابات الموصل والأماكن السياحية الأخرى . إلّا أنه في المقابل نجد أن هذه القرية قد نالت إعجاب الكثير من الأشخاص الذين قد سبق لهم القيام بزيارتها ، حيث وصفوها بجمالها الشديد وغناها بالمناظر الطبيعية الخلابة ، أما أهلها فقد قيل أنهم متحضرون ومخلصون ويتصفون بالأخلاق الحسنة .
وكانت قرية السفينة تعرف سابقاً بقرية السنين بسبب تمركزها ما بين السن الصخري وسن المشراق الكبريتي ، لكن فيما بعد قد تغير اسمها إلى الاسم الحالي “قرية السفينة” بعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة حيث بدت من موقعها وكأنها تشبه السفينة وسط الماء . كما تشتهر هذه القرية بصيد الأسماك والزراعة وقد استُخدِمت كمنطقة عسكرية من قبل العثمانيين فيما سبق .
![قارب ونهر و مساحات خضراء تمثل قرية السفينة في الموصل](https://arabworld.site/wp-content/uploads/2023/01/IMG_1637.jpg)
اقرأ ايضاً:
الزقورات : صروح أثرية تحكي أصالة فن العمارة في العراق
الحضر
إن مملكة الحضر والتي تدعى “مملكة عربايا” أيضاً تعدّ من الأماكن الأثرية السياحية بامتياز منذ القدم . حيث تقع في جنوب غرب مدينة الموصل وتعود أصولها إلى القرن الثاني والثالث قبل الميلاد . كما أن معظم سكانها من العرب .
وقد كانت مقصداً للزوار بشكل متكرر ، حتى أن بعض السيّاح قد أبدوا رأيهم حول هذه المنطقة . فمنهم من قال أن مدينة الحضر لها تاريخ أثري عظيم جداً يمكّن المرء من التعرف على الحضارات القديمة . ومنهم من شعر بالحزن بسبب ملاحظة الثقوب والدمار الناجم عن مخلفات الحرب التي قامت في احداث عام 2015 .
تمتاز مدينة الحضر بكونها مركزاً تجارياَ ودينياً هاماً ، وقد ازدهرت بعدما دخل الإسلام عليها فتحوّلت إلى موقع استراتيجي مميز . إضافة لقيامها بالسيطرة على المسالك العسكرية والتجارية البرية المحاذية لنهر دجلة ونهر الفرات . وقد صنفتها منظمة اليونسكو ضمن المواقع التراثية العالمية . حيث تضم آثار استثنائية كالمعابد والمحاضر التي تعكس طرازاً يونانياً ورومانياً وزخرفات راقية شرقية ..
![بناء اثري يمثل مملكة الحضر في الموصل في العراق](https://arabworld.site/wp-content/uploads/2023/01/IMG_E1634.jpg)
الجامع الكبير
لعلّ من أبرز ما يميز الجامع الكبير في مدينة الموصل هو وجود منارته المحدّبة نحو الاتجاه الشرقي. حيث تعدّ المنارة المحدّبة من أهم الآثار التاريخية وأعرقها في المدينة . وهي الجزء الأخير المتبقي في مكانه الأصلي ولم يتغيّر على مرّ الزمان وقد اقترنت المنارة الحدباء مع مدينة الموصل بشكل دائم .
يحتل الجامع الكبير موقعاً مميزاً في مدينة الموصل إذ يقع في الساحل الأيمن لمدينة الموصل العراقية . وقد سميت المنطقة المحيطة به بمحلّة الجامع الكبير أو محلة الجامع النوري الكبير . وتعود أصول بناءه إلى القرن السادس من الهجرة عندما بناه نور الدين الزنكي . أي أن عمره يفوق التسع قرون وهو ثاني جامع تم بناؤه بعد الجامع الأموي .
كما يعدّ هذا الجامع من أبرز الأماكن السياحية في مدينة الموصل العراقية . حيث بيّن العديد من السياح رأيهم حول هذا الجامع فمنهم من وصفه بشدة جماله ورصانة بناءه التي تنوعت ما بين الدقة الهندسية الجميلة والنقوش الرائعة .
![بناء يمثل الحدباء منارة الجامع الكبير في الموصل](https://arabworld.site/wp-content/uploads/2023/01/IMG_1633.jpg)
أخيراً .. وفي نهاية مقالنا الذي تعرفنا به على مدينة الموصل السياحية ، ننصحكم بزيارة الأماكن التي ذكرناها لكم لتجربة رحلة ممتعة مليئة بالمغامرة لا مثيل لها . ممتزجة ما بين الغابات الرائعة ذات الطبيعة الخلابة والأماكن التاريخية العريقة والمسجد الأثري . لا تنسَوا مشاركتنا بتجربتكم ، نتمنى لكم قضاء وقتاً سعيداً ودمتم بخير وسلامة ..