إن بلدًا أصيلًا كاليمن تقع بجنوب شبه الجزيرة العربية وبين الخليج والبحر العربي والبحر الأحمر جعلها هذا الموقع المميز مركزًا سياحيًا لصناعات تراثية يمنية توارثتها الأجيال على مر التاريخ كانت قد تميزت بها اليمن من القدم وإلى وقتنا الحالي بل وجعلتها أيضًا من مقومات الجذب السياحي لليمن السعيد.
جدول المحتويات
صناعة النحاسيات
لقد أظهر اليمنيون القدامى مهارة فائقة في الصناعات النحاسية والتي كانوا يستخدموها في شؤون الحياة المتنوعة .كأدوات الطهي والطبخ والعبادة والأدوات الحربية والتحف الزخرفية.
وكانت الأسواق اليمنية تزخر بالكثير من الأغراض النحاسية كالأباريق والأواني والفوانيس وأدوات التجميل وأكواب الشرب والشمعدانات. وزجاجات العطور التي كانت تصنع أيضًا من النحاس.
وقد كان النحاس موجودًا بوفرة داخل اليمن مما سهل على الصناع استخدامه وتطويعه في كافة الصناعات التي برع بها اليمنيون . كما اصبحوا يتفننون في الزخرفة على النحاس بالآيات القرآنية والعبارات المختلفة.
صناعة الفضيات
ليس غريبًا على بلد الملوك والأمراء وبلد الملكة بلقيس ملكة سبأ أن تشتهر بصناعة الفضيات والحلي والمجوهرات بأجمل الطرز والتصميمات التي عرفها أهل اليمن . واشتغلوا بها يدويًا فصنعوا أجمل الفضيات ذات الزخارف النباتية والهندسية.
كما عرفت صنعاء القديمة بصناعة البنادق الحربية والسيوف والخناجر المزخرفة بالفضة . وكان هنالك سوق مخصص للسلاح .وكان اليمنيون يتأثرون بأنواع مختلفة من الأسلحة التي دخلت إليهم عبر الأتراك كبندقية الرومي وبندقية المارتين.
وهل تتخيل أن أسعار الصناديق الخشبية باليمن كانت تصل إلى أضعاف ثمن قطعة من الذهب لما بها من زخارف فضية فخمة. كما أن أهل اليمن اهتموا بترصيعها بالعقيق والأحجار الكريمة حتى أصبحت صناعات تراثية يمنية معروفة بالعالم أجمع.
صناعة العقيق اليماني
لقد عرف هذا النوع من العقيق نسبة إلى اليمن واستخراجه منها من عدة أماكن كـ جبل إلهان وجبل نقم ومنطقة الحوبان وعدن وغيرهم. وخاصة المناطق التي تحتوي على صخور بركانية والتي يتشكل منها العقيق اليماني.
وارتبط العقيق اليماني عند اليمنين القدامي ببعض العادات الصحية والإجتماعية كطرد الحسد وزيادة الخصوبة والحماية من الأذى ودرء الشرور.
وللعقيق ألوان عديدة كالأبيض والبني والأسود واللون المائل للأحمر والمائل للأصفر. واشتهر اليمنيون باستخدامه في صناعة الحلي للنساء والخواتم الفضية للرجال وفي ترصيع الصناديق الخشبية.
أقرأ ايضا : أبرز الحرف الشعبية في الامارات
صناعة الجنابي
الجنابي ومفردها جنبية وهي نوع من الأسلحة القديمة ونوع من التراث اليمني القديم الذي يعبر عن الرجولة ويرمز للشجاعة والإعتزاز بالنفس. وقد كانت جزءاً من زي الرجل اليمني القديم.
وعرف اليمنيون صناعة الجنابي حتى أصبحت واحدة من اشهر الصناعات التراثية اليمنية الأصيلة. وقد كانت باهظة الثمن لأنها تصنع من قرون وحيد القرن وقرون الجاموس والبقر وكانت العائلات تتوارثها من جيل لجيل.
الغزل والنسيج
كان أهل اليمن يتميزون بالبراعة والدقة في انتاج المنسوجات كالسجاد والعباءات وسجاد الصلاة باستخدام الخامات المتنوعة كالقطن والحرير والكتان والصوف.
وكان ملوك اليمن يهتمون ببناء دور لصناعة النسيج وتصديرها للخارج. كما ذكر في كتب التاريخ أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد كفن بسبعة أثواب يمانية.
كما كان اليمنيون يستخدمون الخيوط الملونة في زخرفة النسيج . واستخدام الصبغات بالزعفران والنيلة والفوة ، وهو نوع من النباتات الذي يصبغ النسيج باللون الأحمر.
صناعة القوارب
عرف أهل اليمن هذه الصناعة عبر التاريخ بسبب موقع اليمن قرب البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي.
وبرع أهل اليمن في صناعة قوارب الصيد بالمدن الساحلية خاصة مدينتي الحديدة وعدن .وكانوا يتحلون بالصبر ، إذ تتطلب صناعتها الكثير من الجهد والمهارة والمواد الخام المكلفة والمستوردة كالساج والصنوبر.
وكان اليمنيون يسيرون على طريقة معينة في صناعة القوارب وهي البدء بالهراب أي أسفل القارب ثم مقدمة القارب وهي الهنام ثم السمكة وكانت تركب بالخلف، ويلي ذلك الألواح وأولها المالكي ثم الهداريس والتناكيب وهي أدوات بالسفينة تعمل على مسكها.
إن هذه الصناعات العريقة باليمن والتي تنم عن جذور عربية أصيلة وتحكي عن بلد بارع في الفنون اليدوية والحرفية جعلت اليمن محطة هامة في استجلاب السائحين من كافة أنحاء العالم ولكل من يريد أن يعرف أكثر وأكثر عن الحرف التراثية بأرض العرب.
