شنقيط هي مدينة موريتانية يغلب عليها الطابع الصحراوي. تأسست في القرن الثاني للهجرة وكانت نقطة انطلاق قوافل الحجيج الى مكة ، وازدهرت فيها الحركة الثقافية والعلمية منذ قرون .
يعتقد ان اسم (شنقيط) يرجع الى اللغة الامازيغية ويعني (عيون الخيل) . ويعتقد البعض بأن الاسم مأخوذ من (الشقيط) وهو نوع من الاواني الخزفية التي اشتهرت المدينة بصناعتها في الماضي.
لم يختلف النمط العمراني في هذه المدينة عن الماضي كثيراً ، فالبيوت مبنية من الحجر الاحمر والطين وتبرز من جدرانها نوافذ صغيرة . اما الابواب الخشبية فقد تم نقشها يدوياً.
تعتبر شنقيط الوجهة السياحية المفضلة للمهتمين بالتاريخ والعلم بسبب مكتباتها الغنية بالكتب العلمية النادرة والمخطوطات التاريخية .
جدول المحتويات
مكتبة شنقيط
لا غرابة في ان تكون مكتبة شنقيط أبرز معالم المدينة وافضل وجهاتها السياحية . فالمدينة الصحراوية كانت في الماضي إحدى اكبر مراكز العلوم والرياضيات والدين لقرون عديدة . واحتوت مكتباتها التي تتجاوز الثلاثون على مختلف الكتب الثقافية والعلمية التي تراكمت لسنوات طويلة ، بالإضافة الى الموسوعات والمخطوطات التاريخية التي يعود تاريخها الى القرن الثالث عشر .
اليوم يبذل ابناء شنقيط المهتمين قصارى جهدهم لضمان الحفاظ على كنوز مكتبتهم الأثرية بعد ان اندثرت الكثير من مكتبات مدينتهم بفعل الإهمال وقلة الدعم المادي.
مسجد شنقيط العتيق
تعلو منارة هذا الصرح العمراني الحجرية بلونها الاحمر بين الكثبان الذهبية للصحراء الى جوار مكتبة شنقيط الأثرية . تم بناءه في القرن الثالث عشر وتعتبر صومعته احدى شعارات موريتانيا . يعتبر هذا الجامع إرثاً حضارياً وتاريخياً يضاف الى مكتبات شنقيط وبناياتها العريقة.
كان مسجد شنقيط شاهداً على فترة ازدرهار التعليم الديني لأحكام الفقه والتلاوة في موريتانيا . ويشمل التخطيط العمراني للمسجد بهواً واسعاً للصلاة وأربع ممرات وباب ، وله ساحة مكشوفة ومئذنة حجرية مربعة الشكل . تم ترميم وإصلاح بعض اجزاء المسجد من قبل منظمة التراث العالمي (اليونسكو) في سبعينات القرن الماضي ، في بادرة تهدف الى الحفاظ على هويته الوطنية والتاريخية.
يعتبر المسجد وما حوله وجهة سياحية رئيسية في موريتانيا . و يسعد السائحون بالتجول في المنطقة ومشاهدة الحرفيين من ابناء المنطقة وهم يستعرضون بضائعهم ، كما يمكن للزائرين الشراء من متاجر الهدايا التذكارية المتناثرة حول المسجد.
سوق شنقيط
ويسمى ايضاً (السوق القديم) ، ويعتبر اقدم اسواق موريتانيا واكثرها شهرة ، كما يمثل النواة الاقتصادية والتجارية للمدينة منذ بداياته التي تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي .
يحتفظ السوق بمكانته التقليدية ، وتنتشر فيه المكتبات التي تبيع الكتب النادرة التي تمثل تراث موريتانيا الأبرز . والمطاعم التي تقدم الاكلات التقليدية . كما يشتمل السوق على دكاكين المشغولات اليدوية والتحف الفنية . ومحلات الاحتياجات المنزلية والكماليات والملابس ، بالإضافة الى معروضات اصحاب المهن والباعة المتجولين.
يجد التجار الموريتانيون في السوق فرصة لعرض بضائعهم بأسعار تنافسية تتلائم مع دخل السكان المحليين. وتقام فيه معارض المنتجات النسوية التي تهدف الى دعم سيدات الاعمال الموريتانيات ورائدات المشاريع الصغيرة . وتتميز معروضات بجودتها وتنوعها ومحافظتها على الطابع التراثي للمدينة.
في الختام ، نأمل ان يكون مقال شنقيط الموريتانية .. مدينة المكتبات النادرة في قلب الصحراء قد أعجبك !
