مسجد أبو درويش في عمّان : مئذنة شاهقة وجذور شركسية

يعتبر مسجد أبو درويش في عمّان واحدًا من أقدم وأروع المعالم الدينية في العاصمة عمان. حيث يطل على المدينة من موقعه المتميز في جبل الأشرفية. يعد هذا المسجد نقطة محورية للتاريخ المعماري في الأردن، بما يقدمه من تفاصيل فنية وهندسية تجسد جمال العمارة الإسلامية بأسلوب فريد. تم بناء المسجد في عام 1961م على يد الحاج مصطفى حسن شركس. وهو رجل شركسي من أبناء عمان، الذي عُرف بلقب “أبو درويش”. ورغم حداثة بناء المسجد، إلا أنه نجح في ترك بصمة معماريّة واضحة، إذ يعكس الطراز الدمشقي القديم في تصميمه وزخارفه المعمارية الدقيقة.

تصميم المسجد: مزيج من التقليد والابتكار

ما يميز مسجد أبو درويش في عمّان عن غيره هو استخدامه للحجارة البيضاء والسوداء في بنائه، ممّا يُضفي على واجهته تباينًا لونيًا رائعًا، كما تزينه تفاصيل فنية تبرز جمالية العمارة الإسلامية. يعلو المسجد مأذنة عالية يبلغ ارتفاعها 36 مترًا. وتحتوي على 83 درجة سلم تقود الزوار إلى قمتها. حيث يمكنهم الاستمتاع بمشاهد بانورامية خلابة للعاصمة عمان.

موقع استراتيجي وإطلالة جميلة

يستفيد المسجد من موقعه الاستراتيجي في جبل الأشرفية. الذي يتيح له إطلالات رائعة على عمان الشرقية، ما يجعله وجهة مميزة للسياح والمقيمين على حد سواء. يمكن رؤية المسجد من مختلف أنحاء المدينة، ويعد من أبرز المعالم التي تميز عمان بجمالها وعراقتها.

من معلم ديني إلى نقطة جذب ثقافية

يعتبر مسجد أبو درويش في عمّان أكثر من مجرد مكان للعبادة ؛ فهو يشكل جزءًا من التراث الثقافي والتاريخي لعمان. في عام 1981م، توفي الحاج مصطفى حسن شركس ودفن في باحة المسجد، ما أضاف بعدًا تاريخيًا إضافيًا لهذا المعلم. ومع مرور الوقت، أصبح المسجد مقصدًا للسياح والمقيمين الراغبين في التعرف على تاريخ المدينة وتقدير إرثها الديني والمعماري.

مستقبل المسجد وتطوير المنطقة

تعمل السلطات الأردنية على تطوير المنطقة المحيطة بالمسجد لتحويله إلى وجهة سياحية متكاملة. يشمل المشروع المقترح بناء ثلاثة مبانٍ جديدة، حيث سيحتوي المبنى الأول على محلات تجارية، بينما يتضمن الثاني مواقف سيارات وقاعة متعددة الاستخدامات. أما المبنى الثالث فسيضم مركزًا ثقافيًا ومكتبة، ممّا يساهم في تعزيز الحركة السياحية والتجارية في المنطقة.

رمز من رموز العمارة الإسلامية

يعتبر مسجد أبو درويش في عمّان رمزًا من رموز العمارة الإسلامية الحديثة في عمان، وما يميز هذا المعلم هو موقعه الاستراتيجي وتصميمه الفريد الذي يمزج بين البساطة والتقليد. علاوة على ذلك، فإن زيارة المسجد لا تقتصر على استكشاف تاريخ عمان العريق فحسب، بل أيضًا على التمتع بالإطلالات الساحرة والتعرف على جزء من إرثها الثقافي الغني.

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!