متحف الآثار الأردني في عمّان: كنز الحضارات عبر الزمن

على قمة جبل القلعة في قلب عمّان، يتربع متحف الآثار الأردني كإحدى أيقونات التراث الأردني العريق. تأسس عام 1951 ليكون شاهداً على الحضارات التي تعاقبت على أرض الأردن، حيث يضم مجموعة أثرية فريدة تمتد من العصر الحجري القديم وحتى العهد العثماني، مرتبة وفق تسلسل زمني يعكس تطور الإنسان عبر العصور.

تصميم فريد وتنظيم متقن

تم تصميم متحف الآثار الأردني في عمّان على يد المهندس البريطاني أوستن هاريسون. وهو الذي أشرف أيضا على تصميم المتحف الفلسطيني في القدس. تبلغ مساحته 550 متراً مربعاً، بينما تمتد مستودعاته على مساحة 300 متر مربع، وتم تجهيزه بخزائن عرض مستوردة من بريطانيا مصنوعة من النحاس والزجاج والخشب، تتيح رؤية القطع بوضوح مع الحفاظ عليها.

يعتمد المتحف على الإضاءة الطبيعية من خلال نوافذ عليا، إضافة إلى نظام إنارة مدروس يحمي القطع الأثرية من التلف. أما الساحة الخارجية المطلة على معبد هرقل، فتضم مجموعة من القطع الحجرية والمنحوتات. و من أبرزها قطعتان رخاميتان يعتقد أنهما من بقايا تمثال هرقل الضخم.

طريقة العرض: رحلة عبر الزمن

يأخذ متحف الآثار الأردني في عمّان زواره في رحلة تاريخية متكاملة، حيث تعرض القطع وفق تسلسل زمني دقيق يبدأ من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالعصر البرونزي، الحديدي، الهلنستي، الروماني، البيزنطي، والإسلامي، وحتى العصر العثماني.

مجموعة أثرية نادرة

يضم المتحف ما يزيد على 20,000 قطعة أثرية، تتنوع بين الفخار، الزجاج، الأدوات الصوانية، النقوش، الحلي الذهبية، التماثيل الحجرية والجصية، بالإضافة إلى أكثر من 36,500 مسكوكة ذهبية وفضية وبرونزية. ومن أبرز القطع الأثرية النادرة:

  • تماثيل عين غزال الجصية (6500 ق.م): تعد من أقدم التماثيل البشرية في العالم. اكتشفت بالصدفة عام 1983 أثناء أعمال شق طريق في منطقة عين غزال.
  • الملف النحاسي من مخطوطات البحر الميت: عُثر عليه في خربة قمران، ويعدّ وثيقة فريدة من نوعها محفورة على النحاس.
  • قارورة تل سيران النحاسية: تعود للفترة العمونية، وتحمل نقوشًا تذكر ملوك العمونيين، اكتُشفت أثناء بناء كلية الهندسة بالجامعة الأردنية.
  • تمثال تايكي عمّان: تمثال يعود إلى العصر الروماني، اكتُشف عام 1957 خلال تجهيز حديقة المتحف.
  • التوابيت الفخارية: تعود للعصر الحديدي، مشابهة لنظيراتها الفرعونية، اكتُشفت في جبل القصور بعمّان.
  • المنقل البرونزي من الفدين: قطعة فريدة تعود للعصر الأموي، تعكس براعة الصناعات المعدنية في ذلك العصر.
  • صندوق بيلا العاجي والجماجم المجصصة من أريحا: تُعد من القطع الأثرية النادرة ذات الطابع الفريد.

علماً أن بعض القطع تم نقلها إلى متحف الأردن، مثل مخطوطات البحر الميت وقارورة تل سيران والتوابيت الفخارية.

الزيارات والمواعيد

يفتح متحف الآثار الأردني في عمّان أبوابه يوميًا، ويشهد إقبالًا كبيرًا خاصة خلال فترتين من العام: أبريل – يونيو ، وسبتمبر – نوفمبر.

في عام 2009، بلغ عدد زواره 200,000 زائر، معظمهم من السياح الأجانب.

رسوم الدخول

• 15 قرشًا للزائر الأردني

• ديناران للزائر غير الأردني

متحف يستحق الزيارة

يعد متحف الآثار الأردني في عمّان نافذة فريدة لاستكشاف تاريخ الأردن العريق، حيث يدمج بين العرض العلمي والتشويق البصري، ليقدم تجربة غنية تأخذ الزائر في رحلة عبر آلاف السنين. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ أو عاشقًا للفن والحضارة، فإن زيارة هذا المتحف ستترك لديك انطباعًا لا يُنسى عن الإرث الثقافي الغني للأردن.

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!