يتميز لبنان بوجود عدد كبير من المغارات والكهوف التي نحتتها الطبيعة عبر الزمن نظراً لطبيعتها الجيولوجية ، إذ يضم هذا البلد اكثر من سبعمائة كهف ومغارة تتنوع احجامها وتتوزع في جبال العديد من المدن اللبنانية. تعد كهوف لبنان عامل جذب رئيسي للسياح من كافة انحاء العالم ، وذلك بسبب جمال طبيعتها وغرابة تكويناتها الجيولوجية و روعة الوانها. وتشكل اهمية علمية واركيولوجية للمهتمين بعلم الارض من الباحثين الجيولوجيين الذين يزورونها بقصد فهم طبيعتها ودراسة انواع حجارتها التي تعود بعضها الى العصر الجوراسي .
نستعرض فيما يلي اشهر ثلاث مغارات في لبنان:
جدول المحتويات
مغارة قديشا بشري
تقع مغارة قاديشا بشري بالقرب من غابة ارز الرب وتطل على وادي قاديشا في شمال لبنان . اكتشفها الراهب يوحنا بركات بالمصادفة حين كان منغمساً في حياة العزلة والتنسك في دير مار يوسف بعد ان لاحظ خروج هواء بارد من احد جوانب المغارة لكنه لم يتمكن من الولوج فيها . تمكنت لجنة استكشافية من الوصول الى المغارة والدخول اليها واكتشاف بديع تكويناتها الطبيعية التي تشكلت على مر الازمان . لكي تصل الى مدخل المغارة ، عليك بالسير قرابة لست دقائق لمسافة كيلومتر ونصف.
المغارة تحتوي على نبع ماء ويستفاد من تدفقه الدائم في انتاج الكهرباء وتحتوي بعض تكوينات المغارة على الحجر الجيري . المغارة مصانة بشكل جيد ومضاءة بالمصابيح كما انها مفتوحة لاستقبال الزوار الراغبين بالمشي واستكشاف الطبيعة المدهشة من داخل لبنان وخارجه.
مغارة كفرحيم
تقع المغارة في وسط قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان على بعد ٣٠ كم من العاصمة بيروت . وتشبه في شكلها مغارة جعيتا ولكن بحجم اصغر. تم اكتشافها عام ١٩٧٤م ويزيد عمرها على اربعة ملايين سنة ، وهي مفتوحة لاستقبال الزائرين طوال العام .
تتكون المغارة من العديد من الطبقات المتداخلة والدهاليز الضيقة ، وتتدلى من اعلاها ترسبات كلسية مدهشة ، كما تنتشر فيها التكوينات المنحوتة على الصخور مما يخلق جمالاً طبيعياً يبهر الناظرين .
يلحق بالمغارة من الخلف منتجع سياحي اطلق عليه اسم (منتجع كفرحيم) ، ويضم صالة للاستقبال ومعارض فنية للتحف والحرف اليدوية التراثية.
مغارة جعيتا
تعد مغارة جعيتا احدى ابرز المعالم الوطنية في لبنان و اهم وجهاته السياحية. إذ تستقطب ربع عدد السياح في لبنان حسب آخر احصائيات وزارة السياحة اللبنانية . تقع مغارة جعيتا في وادي نهر الكلب في قضاء كسروان الواقع في محافظة جبل لبنان . وتتميز بتجاويفها وتكويناتها الكلسية المنحوتة بشكل فريد يبهر الناظرين . يعود اصل كلمة (جعيتا) الى اللغة السريانية وتعني بالعربية (هدير الماء) . تتميز المغارة بكونها اضخم وأوسع مغارة في الشرق الأوسط وتقع على ارتفاع 300 متر فوق مستوى سطح البحر وتنقسم الى مغارتين عليا وسفلى . ويمكن للسائحين التجول بالقوارب في النبع الذي يجري داخل المغارة.
يمكن للسائح تجربة التلفريك الملحق بالمغارة والذي يطل على مناظر ساحرة . و يتم عرض فيلم وثائقي يحكي عن المغارة وهو مترجم الى لغات مختلفة.
المغارة محاطة من الخارج بحدائق خلابة كما تحتوي على عدد من المطاعم والمتاجر التي تبيع القطع التراثية التذكارية . التصوير ممنوع في داخل المغارة و رسوم الدخول رمزية وذلك من أجل ترغيب السائحين بالزيارة و الاستمتاع بجمال الطبيعة.
في الختام ، نأمل ان يكون مقال كهوف ومغارات لبنان .. قبلة لعشاق الاستكشاف والمغامرة قد اعجبك !