في قلب مدينة عمان، يقع جسر الأقواس العشرة الذي يعتبر واحداً من أبرز المعالم التاريخية في الأردن. ليكون شاهداً على جمال العمارة العثمانية ودقتها. يعد هذا الجسر الأثري تحفة معمارية لا تزال صامدة رغم مرور أكثر من قرن على بنائه. ويمثل جزءاً من تراث سلطنة عبد الحميد الثاني الذي شهد في عهده نهضة عمرانية وحضارية غيرت ملامح المنطقة.
جدول المحتويات
تاريخ الجسر
أنشئ جسر الأقواس العشرة في عمّان في عام 1903 في عهد السلطان عبد الحميد الثاني ، ليخدم الخط الحديدي الحجازي الذي ربط دمشق بالمدينة المنورة مروراً بالمدن الأردنية. ورغم مرور عقود على تشييده، ظل التصميم كما هو دون أي تغييرات تذكر باستثناء تعبيد الطريق أسفل الجسر. وتعتبر القناطر العشرة، التي تُزين الجسر، السبب الرئيسي وراء تسميته “الجسور العشرة”. رغم أنه جسر واحد يحمل عشرة أقواس معمارية مهيبة.

موقع الجسر
يقع الجسر في منطقة القويسمة جنوب شرق عمان، ويعبر فوق وادي الرمم. حيث كان يمثل نقطة عبور أساسية للقطارات التي سارت على سكة الحديد الحجازية. اليوم، لا يزال الجسر قادراً على استيعاب حركة القطارات. ما يجعله رمزاً حياً للأصالة الهندسية التي تحققت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.
معمار جسر الأقواس العشرة في عمّان
يتميز جسر الأقواس العشرة في عمّان بتصميمه الفريد الذي يتكون من طابقين. الطابق الأول مخصص للمشاة ويضم منافذ لتصريف المياه، فيما الطابق الثاني مخصص لعبور القطارات. القناطر العشرة التي تزين الجسر تظهر الهندسة الدقيقة في بنائها. حيث تمتاز بالانتظام والتناسق الذي يعكس براعة المعمار العثماني في ذلك الوقت.

جسر الأقواس العشرة اليوم
رغم التغيرات التي شهدتها عمان، إلا أن جسر الأقواس العشرة ظل صامداً، ليكون اليوم واحداً من المعالم السياحية الرائدة التي يحرص الزوار على مشاهدتها. لا يزال الجسر يحمل في طياته عبق الماضي، ويشكل نقطة جذب لأولئك الذين يبحثون عن تجارب سياحية غنية بالتاريخ والهندسة المعمارية.
إذن، إذا كنت في عمان، لا تفوت فرصة زيارة هذا الجسر الرائع الذي يروي لك قصة تاريخية طويلة ويأخذك في رحلة عبر الزمن، حيث يتناغم الماضي مع الحاضر في مشهد مذهل يعكس عبقرية التصميم العثماني.
