يعد جبل القلعة في عمّان من الكنوز التاريخية البارزة في الأردن. ويمنح زواره مشهدًا بانوراميًا أخّاذًا للعاصمة من أعلى نقطة فيها.
جدول المحتويات
أسرار التاريخ المتراكمة في قلب عمّان
يعود تاريخه إلى العصور القديمة، حيث كان مركزًا هامًا لحضارات متعددة، مثل العمونيين والرومان والبيزنطيين، ثم العصر الإسلامي. ويُبرز هذا التنوع التاريخي معالم فريدة، مثل القصر الأموي وبركة منحوتة في الصخور، ممّا يعكس عراقة المكان وعمق حضارته.
أما اليوم، فهو ليس مجرد موقع أثري، بل مركز ثقافي ينبض بالحياة، حيث تقام فيه فعاليات فنية وموسيقية مميزة ضمن مهرجان الأردن، ممّا يمنحه روحًا معاصرة تلتقي بجمال الماضي.

لماذا تم اختيار جبل القلعة مركزًا للحكم عبر العصور؟
كان جبل القلعة، المعروف سابقًا بـ “ربة عمون”، أحد جبال مدينة عمّان السبعة، ومقرًا لحكم العمونيين منذ القدم. ومع مرور الزمن، احتلت الموقع حضارات كبرى، مثل اليونان والرومان والبيزنطيين، وصولًا إلى الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، حيث أقيم على قمته القصر الأموي.
في السياق نفسه، برز الجبل كمقر لعاصمة العمونيين، ولا تزال بقايا قصورهم ماثلة فيه، مثل جدران الأسوار والآبار المحفورة في الصخر الجيري. كما عثر في الموقع على أربعة تماثيل لملوك عمونيين تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

آثار جبل القلعة: مزيج من العصور
1. يتمتع جبل القلعة بارتفاع استراتيجي يبلغ نحو 800 متر فوق سطح البحر. وقد أحاط به سور ضخم مع أبراج مراقبة بلغ ارتفاع بعضها عشرة أمتار، مما منحه أهمية عسكرية واضحة.
2. تنتشر الآثار في الجبل ضمن زاوية مثلثة، وتضم بقايا معمارية متنوعة، مثل برج وهيكل مبنيين على الطراز الكورنثي. وتشير المكتشفات إلى آثار من العصر البرونزي والحديدي والهلنستي والروماني والأموي.
3. يقع معبد هرقل الروماني في قلب الموقع، وقد شيده الإمبراطور ماركوس أوريليوس في القرن الثاني الميلادي. نصب الإمبراطور تمثالًا ضخمًا لهرقل عند مدخل الهيكل. وتظهر النقوش أن البناء أنجز بين عامي 161 و166م، وبقي منه واجهة مكونة من ستة أعمدة ضخمة.
4. في الجهة المقابلة، تظهر بقايا كنيسة بيزنطية تعود إلى القرن السادس الميلادي، وتمثل امتدادًا للحقبة المسيحية في الموقع.
5. من أبرز المعالم الإسلامية في الموقع القصر الأموي والبركة المنحوتة في الصخر، وهما دليل على ازدهار الحضارة الإسلامية في المنطقة خلال العصر الأموي.
6. يضم الجبل أيضًا متحف الآثار الأردني، الذي افتُتح عام 1951، ويعرض مقتنيات فريدة تعود إلى عصور متباينة، بداية من العصر الحجري القديم حتى الأموي. من أبرز معروضاته تماثيل حجرية بشرية تعود إلى نحو 8000 سنة قبل الميلاد، بالإضافة إلى أجزاء من مخطوطات البحر الميت التي تحتوي على أقدم نصوص معروفة للتوراة.

السياحة في جبل القلعة: أكثر من مجرد آثار
لا تقتصر جاذبية جبل القلعة على آثاره العريقة، بل تمتد إلى كونه مركزًا حيويًا للنشاط الثقافي في قلب العاصمة. تقام على سفوحه حفلات موسيقية، خاصة ضمن فعاليات مهرجان الأردن، بفضل موقعه البانورامي الذي يكشف مشاهد واسعة من مدينة عمّان، لا سيما وسط البلد.
من جهة أخرى، من المخطط أن يربط جبل القلعة بالمدرج الروماني المجاور عبر وسيلة نقل سياحية خفيفة، مثل القطار الأرضي أو العربة الكهربائية، لتسهيل حركة الزوار وإتاحة تجربة متكاملة بين أبرز معالم المدينة الأثرية.

حقائق لا تعرفها عن جبل القلعة
- يعتبر جبل القلعة أعلى تلال عمّان، ويبلغ طول السور المحيط به حوالي 1700 متر. وقد تمت إعادة ترميمه عدة مرات منذ العصور البرونزية والحديدية.
- يعد معبد هرقل من أبرز المعالم، حيث ما زالت يد تمثال هرقل الضخمة معروضة في الموقع. ويعتقد أنها كانت جزءًا من تمثال عملاق.
- القصر الأموي في الجبل يُمثل نموذجًا مهمًا للعمارة الإسلامية المبكرة، ويُظهر تأثر الطراز الأموي بالعناصر البيزنطية والرومانية.

نصيحة للزوار
لزيارة لا تنسى، ينصح باستكشاف جبل القلعة خلال غروب الشمس، حيث تنعكس أشعة الذهب على أطلاله التاريخية. كما يفضل اصطحاب مرشد سياحي محلي لفهم أعمق لتاريخ الموقع وأسراره.