يعد المتحف الوطني في بيروت من أبرز المعالم الثقافية في لبنان. فهو يحتضن مئات الآلاف من القطع الأثرية التي تروي قصة حضارات متعاقبة. تمتد هذه الحضارات من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر العثماني. افتُتح المتحف عام 1942. لذلك، أصبح نقطة انطلاق لاكتشاف تاريخ لبنان الغني والمتميز.
جدول المحتويات
موقع مميز وتجربة لا تُفوّت
يقع المتحف في قلب العاصمة اللبنانية، وسط منطقة حيوية بالقرب من مضمار سباق بيروت. يضم مجموعة واسعة من المعروضات التي تحكي عن تطور البلاد عبر العصور. كما يمنح الزائر تجربة شاملة تربط الماضي بالحاضر بطريقة منظمة وواضحة.

تاريخ المتحف الوطني
تأسست فكرة المتحف الوطني في عام 1923. وقد بادرت بها “لجنة أصدقاء المتحف” التي ترأسها بشارة الخوري. وكان الهدف هو إنشاء مؤسسة وطنية تحفظ تراث لبنان. بدأت أعمال البناء في عام 1930. وبعد سبع سنوات من العمل، اكتمل البناء في 1937.
افتُتح المتحف رسميًا عام 1942، ليبدأ منذ ذلك الحين بدوره الثقافي المهم. ومع ذلك، تعرّض المتحف لأضرار جسيمة أثناء الحرب الأهلية عام 1975. فقد تحولت بعض قاعاته إلى ثكنات عسكرية. لكن الجهود استمرت للحفاظ على القطع الأثرية، إذ نُقلت وأُخفيت لحمايتها. لاحقًا، في عام 1997، بدأت أعمال الترميم الشاملة. وقد أُعيد تأهيل المعروضات بعناية. بعد ذلك، افتُتح المتحف من جديد عام 1999. وعاد إلى واجهته التاريخية كرمز للذاكرة اللبنانية.

تصميم معماري يجمع بين الأصالة والتفرد
صُمم المتحف على الطراز المصري الكلاسيكي، ولكن مع لمسات فرنسية واضحة. بُني باستخدام الحجر الجيري اللبناني، ليمنحه طابعًا محليًا مميزًا. وفوق كل ذلك، يغطي السقف الزجاجي الطابق النصفي، ممّا يسمح بدخول الضوء الطبيعي.
يتكوّن المبنى من قبو وطابق أرضي وطابق علوي مخصص للمعروضات الهامة. تبلغ المساحة الإجمالية للمتحف نحو 5500 متر مربع. لذلك، يعد بيئة مناسبة لعرض قطع أثرية كبيرة ومتنوعة.

كنوز أثرية تمثل تاريخ لبنان بأكمله
يضم المتحف حوالي 100,000 قطعة أثرية. ولكن، يتم عرض 1300 منها فقط في القاعات بشكل دائم. تشمل المعروضات توابيت وتماثيل وفسيفساء ومجوهرات. كل قطعة منها تروي فصلًا من فصول تاريخ لبنان.
علاوة على ذلك، تُعرض المجموعات وفق ترتيب زمني دقيق. وهذا الترتيب يساعد الزائر على تتبع تطور الحضارات بسهولة ووضوح.

أهم المجموعات الأثرية في المتحف
- ما قبل التاريخ: تعرض القاعة أدوات حجرية ورأس حربة وصوَّان وأوانٍ فخارية تعود إلى نحو 3200 قبل الميلاد. هذه المعروضات تبرز بداية الحياة البشرية في لبنان.
- العصر البرونزي: من أبرز مقتنيات هذا العصر تابوت الملك أحيرام. يحمل هذا التابوت أقدم نص مكتوب بالأبجدية الفينيقية.
- العصر الحديدي: تتضمن القاعة تماثيل قرابين اكتُشفت في معبد أشمون، إلى جانب توابيت رخامية من القرن الرابع قبل الميلاد. لذلك، تعكس هذه القطع تطور الحضارة الفينيقية.
- العصر الروماني والبيزنطي: يتم عرض نواويس من القرن الثاني الميلادي، منقوشة بمشاهد من الأساطير اليونانية. بالإضافة إلى ذلك، تُعرض قطع تُمثل الفن المعماري والزخرفي في تلك الفترات.

أنشطة ثقافية وتجارب تثري زيارتك
زيارة المتحف تجربة ثقافية متكاملة. إذ يمكن للزائر التنقل بين القاعات حسب الترتيب الزمني للمعروضات. وهذا ما يجعل فهم التاريخ أكثر سلاسة. بالإضافة إلى ذلك، يقدم المتحف عرضًا سمعيًا بصريًا يعزز التجربة. كما يمكن زيارة متجر الهدايا التذكارية، والذي يعرض منتجات مستوحاة من تراث لبنان العريق.

دليل الزائر: إجابات لأكثر الأسئلة شيوعًا
- هل يُسمح بالتصوير داخل المتحف؟
نعم، يمكن التصوير في معظم القاعات. ولكن يُمنع في بعض المناطق التي تحتوي على معروضات خاصة. - هل تتوفر جولات إرشادية؟
بالطبع، يقدم المتحف جولات إرشادية منظمة. يمكن حجزها مسبقًا للحصول على شرح أعمق ومعلومات إضافية عن المعروضات. - هل توجد أنشطة مخصصة للأطفال؟
نعم، يوفر المتحف ورش عمل تعليمية للأطفال. على سبيل المثال، يمكنهم التفاعل مع القطع الأثرية بطريقة ممتعة ومبسطة.

رحلة عبر التاريخ
المتحف الوطني في بيروت ليس مجرد مبنى يضم قطعًا أثرية، بل نافذة تطل على تاريخ لبنان الغني. تمنح قاعاته الزائر فرصة لاكتشاف حضارات قديمة شكّلت هوية هذا البلد، ممّا يقدم فهمًا أعمق للثقافة اللبنانية.
