المتحف الأثري في الجامعة الأمريكية في بيروت يحتضن إرث الشرق الأدنى عبر قرون. و يضم مجموعات أثرية نادرة تسرد قصة الإنسان وتاريخ الحضارات العريقة. في هذا المقال، ستتعرف على أهم الكنوز التي تجعل المتحف وجهة ثقافية بارزة.
جدول المحتويات
رحلة آسرة الى العالم القديم
منذ أكثر من قرن، يقف المتحف الأثري في الجامعة الأمريكية في بيروت شاهدًا على ذاكرة الشرق الأدنى وتراثه العريق. تأسس عام 1868 ليُصبح اليوم ثالث أقدم متحف أثري في المنطقة بعد متحفي القاهرة والقسطنطينية. بدأت أولى مجموعاته بهبةٍ من لويجي بالما دي سيسنولا تضمنت قطعًا من الفخار القبرصي، ليبدأ بذلك فصلٌ طويلٌ من جمع الكنوز الأثرية.

صرحٌ صامدٌ في وجه الزمن والحروب
على مرّ العقود، توافدت إلى المتحف مجموعات أثرية نادرة من أنحاء الشرق الأوسط، متحديًا محاولات النهب والسرقة التي طالت كنوز المنطقة. وفي قلب الجامعة، تم تشييد “قاعة البريد” عام 1902 بتمويل من موريس جيسوب لتشكّل أول صرح يحتضن هذه الكنوز. ورغم إغلاقه خلال الحرب العالمية الثانية، عاد المتحف ليفتح أبوابه عام 1948. وشهد توسعات مهمة في خمسينيات القرن الماضي تحت إشراف ديمتري بارامكي، حتى بات يستقبل الزوار رسميًا عام 1964. صمد المتحف في وجه الحرب اللبنانية، ليخضع لاحقًا عام 2006 لتجديد شامل أضاف مساحة جديدة بدعم مؤسسة عائلة جوكوفسكي.

كنوز متسلسلة .. تسرد حكاية الإنسان
يأخذ المتحف زواره في رحلة زمنية مُحكمة التنظيم، تبدأ من فجر الإنسانية حتى العصور الإسلامية، ضمن عرضٍ يجمع بين الدقة العلمية وروعة العرض البصري. تبرز مجموعة سيسنولا الفخار القبرصي بكل تفاصيله الممتدة من العصر البرونزي حتى الروماني، بينما تسرد مجموعة قصر عقيل قصة العصور الحجرية، وقد أهديت عام 1948 من فريق جامعة بوسطن.
في قاعات المتحف، تنتظم المعروضات وفق مواقعها واكتشافاتها؛ من الأختام الأسطوانية والقلائد حتى العروض المعبّدة.

مواعيد الزيارة
يفتح المتحف الأثري في الجامعة الأمريكية في بيروت أبوابه للزوار مجانًا. وتستمر الجولات نحو ساعة، مع إمكانية تنظيم زيارات مدرسية وجماعية عبر الحجز المسبق بالبريد الإلكتروني.
مواعيد الشتاء: من الاثنين إلى الجمعة، من 9:00 صباحًا حتى 5:00 مساءً.
مواعيد الصيف: من الاثنين إلى الجمعة، من 8:00 صباحًا حتى 3:00 مساءً.
ملاحظة: يغلق المتحف في العطلات الرسمية وعطل الجامعة.

رحلة بين العصور
زيارة المتحف الأثري في الجامعة الأمريكية في بيروت ليست مجرد جولة بين قطع أثرية، بل رحلةٌ تنقلك بين العصور، وتمنحك لمحة نادرة عن الحضارات التي شكّلت هذا الشرق. هنا، تتعانق الأسطورة بالحقيقة، ويُبعث التاريخ من رماده ليحكي للزائر حكاية الإنسان منذ خطوته الأولى حتى حضاراته العظيمة.
