يعد قصر المشتى أحد أروع الأمثلة على العمارة الأموية في الأردن، حيث يقع في لواء الجيزة، على بعد 30 كيلومترًا جنوب شرق العاصمة عمّان. تم تشييد هذا القصر في القرن الثامن الميلادي بأمر من الخليفة الوليد بن يزيد، الذي حكم لفترة وجيزة في عام 744 ميلاديًا. يعتقد أن القصر كان يستخدم كمنزل صيفي فاخر أو مكان للاستجمام والصيد.
جدول المحتويات
تصميم معماري فريد
يتميز قصر المشتى بتصميمه المربع المحاط بسور يبلغ طوله 144 – 150 مترًا. ويضم 25 برجًا نصف دائري، بني من الحجارة الجيرية، مع جدران مشيدة من الطوب المشوي. وتبلغ المساحة الكلية للموقع داخل السور 22 دونمًا تقريبًا. يعكس هذا التصميم الطابع التقليدي للقلاع الأموية.
من أبرز السمات المعمارية للقصر الزخارف الجميلة التي تزين واجهته الجنوبية. نقلت هذه الزخارف إلى متحف بيرغامون في برلين عام 1903 كتقدير للجهود العثمانية في بناء سكة حديد الحجاز.

الزخارف الفنية
تتميز الزخارف بنقوش حيوانية ونباتية تجمع بين الرموز الدينية والفنية، بما في ذلك رسومات للطيور والأسود والغِرفين (كائن أسطوري) والتنين الطاووسي، ممّا يمنح القصر طابعًا فنيًا مميزًا. وتحتوي المثلثات في نصف الواجهة اليساري على نقوش لحيوانات مختلفة ومخلوقات أسطورية، فيما تتميز المثلثات في الجانب الأيمن بزخارف نباتية متشابكة، تعبيرًا عن التحول في الطابع الفني قرب المسجد.
من الجدير بالذكر أن بعض الزخارف لم تنقل إلى برلين وظلت في موقعها، لكنها تعرضت للتلف على مر الزمن.

أقسام القصر
يتكون القصر من ثلاثة أجنحة رئيسية:
الجناح الشمالي: كان مخصصًا للخليفة.
الجناح الجنوبي: يضم ممرات وغرفًا، بالإضافة إلى مسجد صغير، كما يحتوي على المدخل الوحيد للقصر، والذي يتميز بواجهة مزخرفة من الخارج.
قاعة العرش: تتميز بتصميمها البازيليكي وقبتها المحتملة، ممّا يعكس التأثيرات الرومانية في البناء.

واجهة القصر في ألمانيا
تعتبر الزخارف المحفورة في الحجر الجيري على الواجهة الجنوبية للقصر من أجمل ما يميزه. نقلت هذه الواجهة إلى قسم الفنون الإسلامية في متحف بيرغامون ببرلين، ألمانيا.
تصميم الواجهة الأصلي كان يمتد بطول 47 مترًا على جانبي المدخل، مزينًا بنقوش وردية داخل مثلثات، وأغصان كرمة متشابكة. ممّا يعكس دقة الفن الأموي وتأثره بالأنماط البيزنطية والإسلامية المبكرة.
سبب وجود الواجهة في ألمانيا
يعود سبب وجود هذه الزخارف في ألمانيا إلى قيام السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بإهدائها إلى قيصر ألمانيا فيلهلم الثاني في عام 1903، وذلك تقديرًا لجهود ألمانيا في دعم بناء سكة حديد الحجاز.
نداءات لاستعادة الواجهة
على مدار عقود، وجّه مثقفون ومختصون أردنيون في التاريخ والآثار نداءات لاستعادة كنوز الأردن الأثرية، بما في ذلك المطالبة باستعادة واجهة قصر المشتى من متحف الفن الإسلامي في برلين.
زيارة قصر المشتى
يعد قصر المشتى وجهة سياحية مميزة لمحبي التاريخ والفن الإسلامي. يمكن للزوار استكشاف بقايا القصر والتعرف على تاريخه العريق، بالإضافة إلى الاستمتاع بجمال الزخارف المعمارية التي تعكس عظمة الحضارة الأموية.
