يُعد متحف بيت الأمة من أبرز المعالم التاريخية في القاهرة، إذ يستقطب الزوار الراغبين في التعرف على تاريخ مصر الحديث، وخاصة على سيرة الزعيم المصري الراحل سعد زغلول. يقع المتحف في شارع سعد زغلول بمنطقة المنيرة، في منزل تم بناؤه عام 1921 ليكون مقرًا للزعيم وزوجته صفية زغلول.
ويعد المنزل شاهدًا على مرحلة مفصلية من النضال الوطني. حيث تزامن إنشاؤه مع تصاعد الدعوات للاستقلال السياسي وتكوين الهوية المصرية الحديثة.
جدول المحتويات
تاريخ بيت الأمة: من مسكن خاص إلى مركز سياسي بارز
تم بناء المنزل على الطراز المعماري الحديث في تلك الفترة، وكان يمثل مكانًا خاصًا للزعيم وأسرته. تميز تصميمه الداخلي بالبساطة والرقي، حيث احتوى على صالونات لاستقبال الشخصيات البارزة وحديقة خلفية كانت تستخدم للاجتماعات غير الرسمية.
وبعد وفاة سعد زغلول عام 1927، أصبح البيت مركزًا هامًا للنشاطات السياسية وحركة الكفاح الوطني. حيث شهد لقاءات بين شخصيات سياسية بارزة. وقد استمر تأثيره السياسي حتى ثلاثينيات القرن الماضي، حيث زاره العديد من رموز الحركة الوطنية في مصر.

بيت الأمة: رمز الكفاح الوطني والمقاومة المصرية
تعود تسمية متحف بيت الأمة إلى ارتباطه الوثيق بالحركة الوطنية، حيث كان سعد زغلول يلقب بـ”زعيم الأمة” بفضل قيادته البارزة خلال ثورة 1919 ضد الاستعمار البريطاني. استمر المنزل في لعب دور مهم كمقر للأحداث السياسية حتى بعد وفاته، مما جعله رمزًا خالداً للمقاومة الوطنية في مصر.
داخل المتحف: رحلة عبر التاريخ المصري الحديث
يضم المتحف العديد من المقتنيات الشخصية لسعد زغلول، مثل ملابسه، أثاثه، وأدواته الشخصية. كما يحتوي على صور نادرة، وكتب، ومخطوطات تاريخية تروي قصة ثورة 1919 والكفاح الوطني بالإضافة إلى ذلك.
كما يتضمن المتحف صورًا من فترة ما بعد الاستقلال. مما يتيح للزوار فرصة فريدة للتعرف عن كثب على تطور مصر خلال تلك الحقبة.
وتتوفر داخل المتحف جولات إرشادية تقدّم باللغتين العربية والإنجليزية، مما يعزز من قيمته التعليمية ويجعله وجهة مفضلة لطلبة التاريخ والسيّاح المهتمين بالثقافة.

إعادة افتتاح المتحف: تجربة ثقافية وتعليمية فريدة
في عام 2003، خضع المتحف لعملية تجديد شاملة، وبناءً على ذلك، فتحت أبوابه مجددًا للزوار من مختلف أنحاء العالم. علاوة على ذلك، تم تزويد المتحف بأحدث وسائل العرض والتفسير التاريخي، ليصبح مركزًا ثقافيًا وتعليميًا يتيح للزوار استكشاف تاريخ مصر بأسلوب عصري.
الضريح: تكريم الزعيم في قلب البيت
يوجد ضريح الزعيم سعد زغلول بجانب المنزل، ويعد من أبرز المعالم في الموقع. تم نقل جثمانه إلى الضريح بعد وفاته في عام 1936، حيث صمم ليعكس الأهمية التاريخية والسياسية التي مثلها سعد زغلول في تاريخ مصر الحديث.
ويحيي الضريح حتى اليوم زيارات رمزية في ذكرى ميلاده ووفاته، إذ يأتي المصريون وبعض الشخصيات العامة لتقديم الورود وإحياء ذكراه.
لمحة عن زوجة الزعيم: صفية زغلول
لا يمكن الحديث عن بيت الأمة دون التطرق إلى شخصية صفية زغلول، زوجة الزعيم الراحل، والتي كانت تعرف بلقب “أم المصريين”. ساهمت صفية بدور بارز في دعم الثورة الشعبية، وكانت من أوائل النساء المصريات اللواتي شاركن في الحياة العامة والنضال السياسي.

شاركت في قيادة المظاهرات النسائية، وفتحت بيتها لاستقبال القيادات السياسية، مما جعل بيت الأمة رمزًا مزدوجًا للنضال النسائي والوطني في آنٍ واحد.