سور الأزبكية هو أعرق وأقدم سوق لبيع الكتب القديمة في مصر والوطن العربي. ويعد واحدًا من أبرز المعالم الثقافية في القاهرة. تأسس السوق عام 1907 في منطقة الأزبكية، التي تعتبر من أعرق المناطق في القاهرة، والتي شهدت العديد من الأحداث الهامة في تاريخ مصر. بفضل تاريخه العريق والكتب المتنوعة التي يضمها، أصبح سور الأزبكية مقصدًا للقراء والمثقفين من جميع أنحاء العالم.
جدول المحتويات
تاريخ سور الأزبكية وسبب التسمية
تعود تسمية سور الأزبكية إلى أواخر القرن الرابع عشر في عهد المماليك، عندما أهدى السلطان قايتباي لقائد جيوشه، سيف الدين بن أزبك، قطعة أرض. كان الهدف من هذا الإهداء هو تطوير المنطقة وإيصال المياه إليها، بناء رصيف، وإنشاء منتزه حول البركة التي كانت توجد هناك. ومع مرور الوقت، تحولت الأزبكية إلى حي حضري متطور. وفي عام 1495 أصبحت جزءًا أساسيًا من القاهرة، يحمل اسم القائد سيف الدين بن أزبك.

الموقع
يقع في قلب القاهرة، وتحديدًا في منطقة العتبة بالقرب من مسرح العرائس، ما يجعله من الأماكن السهلة الوصول إليها. كما يشتهر السوق بكونه موطنًا لأكثر من 132 مكتبة صغيرة. تقدم هذه المكتبات مجموعة واسعة من الكتب المستعملة التي تغطي مختلف المجالات مثل الأدب، والتاريخ، والعلوم، والفلسفة. يضم السوق أيضًا مجلات قديمة وخرائط تاريخية. ما يتيح للزوار فرصة اكتشاف كنوز ثقافية قد تكون غير متاحة في المكتبات الحديثة.
سور الأزبكية ومعرض الكتاب
يُعتبر سور الأزبكية واحدًا من أكثر الأماكن شهرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُقام سنويًا. خصصت الهيئة المصرية العامة للكتاب جزءًا من المعرض لتمثيل السوق، ما يجذب الكثير من الزوار الباحثين عن الكتب القديمة والنادرة بأسعار معقولة. وعلى الرغم من ازدياد الإقبال، إلا أن السوق يواجه بعض التحديات في تنظيم الحركة داخل المعرض. إلا أنه يظل واحدًا من أكثر أقسام المعرض ازدحاماً.
جولة الأزبكية
تعد “جولة الأزبكية” فعالية ثقافية تنظم في مختلف الجامعات المصرية، بما في ذلك الجامعات الحكومية والأجنبية، بالإضافة إلى ساقية الصاوي. تهدف هذه الجولات إلى دعم ثقافة الكتاب لدى الطلاب، وتعريفهم بأهمية القراءة كمصدر للمعرفة والنهضة. وبفضل اسم الأزبكية العريق في عالم الكتب، أصبحت هذه الجولات منصة لنقل الثقافة والوعي لدى الأجيال الجديدة.

أهميته الثقافية
يعد سور الأزبكية بمثابة حلقة وصل بين الماضي والحاضر. فهو لا يقتصر على بيع الكتب المستعملة فقط، بل هو مكان ثقافي حي، حيث يلتقي فيه الأدباء، المفكرون، والصحفيون، الذين يجدون فيه منبرًا لشراء الكتب التي تهمهم بأسعار مناسبة. يُعتبر السور مكانًا مثاليًا للباحثين عن الكتب النادرة أو الصادرة سابقًا والتي لم تعد مطروحة في الأسواق. في كل زاوية من السوق تجد كتُبًا تعكس ثقافة الماضي وتستشرف آفاق المستقبل.
ماذا تجد في سور الأزبكية؟
في سور الأزبكية، يمكن للزوار العثور على كتب قديمة ونادرة في شتى المجالات، بما في ذلك الأدب، التاريخ، العلوم والفلسفة. كما يضم السوق أيضًا مجموعة كبيرة من المجلات والصحف القديمة، والخرائط التاريخية، والأعمال الفنية. هذا التنوع الكبير في المنتجات يجعل من سور الأزبكية وجهة محببة لكل من يسعى لاستكشاف تاريخ الكتب والقراءة في العالم العربي.

نصائح لزيارة مثرية
- من الأفضل التوجه إلى سور الأزبكية في الصباح الباكر أو مع ساعات المساء الأولى، حيث تقل الزحمة وتزداد متعة التجول.
- التفاوض مع الباعة أمر شائع في هذا السوق، لذا لا تتردد في المساومة للحصول على سعر جيد.
- كما هو الحال في الأسواق المفتوحة، يستحسن الانتباه لمقتنياتك الشخصية لتفادي حالات السرقة.
- سهولة الوصول تعد من مزاياه؛ إذ يقع بجوار محطة مترو العتبة، ما يربطه بباقي أنحاء القاهرة بكل يسر.
سور الأزبكية في الثقافة الشعبية
ظهرت العديد من الأعمال الأدبية والفنية التي تعبر عن سور الأزبكية، بما في ذلك أفلام ومسلسلات تلفزيونية، مما يعكس مكانته الثقافية المهمة في المجتمع المصري. ظهوره في هذه الأعمال يبرهن على أن السور لم يكن مجرد سوق للكتب، بل هو جزء لا يتجزأ من الثقافة الشعبية المصرية.

معلم ثقافي في قلب القاهرة
إنه ليس مجرد سوق لبيع الكتب القديمة، بل هو معلم ثقافي حي في قلب القاهرة، يحمل في طياته تاريخًا طويلًا من المعرفة والحكمة. هو مكان مثالي للباحثين عن الكتب النادرة والمستعملة، ويستحق الزيارة لكل من يهتم بالثقافة والتاريخ.