استكشف العقبة: غوص وتاريخ وتجارب محلية

العقبة، هي المدينة الساحلية الواقعة في أقصى جنوب الأردن. تبعد حوالي 4 ساعات عن العاصمة عمّان، وتعد وجهة سياحية رائعة مع فنادقها المطلة على البحر والرياضات المائية المتوفرة للهواة. تمتاز العقبة أيضًا بتراثها التاريخي الذي يثير فضول الزوار لاستكشاف ماضيها.

قلعة العقبة

في قلب مدينة العقبة الجنوبية في الأردن، تتوسط المدينة قلعة تاريخية مهمة تقع على شواطئ خليج العقبة. تعود أصول هذه القلعة إلى العهد المملوكي في المنطقة. حيث شهدت على مرور العصور وتحوّلت اليوم إلى وجهة سياحية تضم متحفاً يعكس تاريخ المنطقة. بين أبرز معالمها، تبرز سارية العقبة، التي أقيمت في عام 2004 في الساحة المجاورة للقلعة، حاملةً علم الثورة العربية الكبرى. كانت في ذلك الوقت، تعتبر السارية الأطول ارتفاعاً في العالم، مضيفةً جاذبية إضافية لزوار المنطقة المهتمين باستكشاف تاريخها العريق.

ساحة الثورة العربية الكبرى

عندما تزور العقبة، لا يمكنك تفويت زيارة ساحة الثورة العربية الكبرى، فهي واحدة من المواقع التاريخية المميزة التي لا تفوت. تتميز هذه الساحة الواسعة بإطلالتها الخلابة على شاطئ الأوسط، مما يجعلها مكانًا مثاليًا للاسترخاء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الساحرة. لكن الجمال الطبيعي للساحة ليس كل ما في الأمر، فقيمتها التاريخية تكمن في تواجدها كموطن لراية الثورة العربية الكبرى ومنزل قائدها الشريف الحسين بن علي. ترتبط الساحة بأحداث ورموز وطنية رفيعة. إذ كانت موطنًا لأقدام جيوش الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي. وشهدت هذا الموقع التاريخي إطلاق أولى رصاصات الثورة.

مسجد الشريف حسين بن علي

تمّت تسمية المسجد تيمناً بالشريف الحسين بن علي، الذي كان شريف وأمير مكة منذ عام 1908 وحتى العام 1917.

مسجد الشريف حسين بن علي يتميز بجمال عمارته الإسلامية الفريدة، فبناؤه الأبيض الناصع ونوافذه الزجاجية ذات التفاصيل الدقيقة، ومآذنه الشاهقة وقِبابه الكبيرة ، يبرزان جماله ويعكسان جوانب العمارة الإسلامية في التصميم الداخلي والخارجي، من الأقواس والأبواب إلى القباب والمآذن.

مدينة إيلة الاسلامية

تقع مدينة أيلة في جنوب الأردن، و تعتبر أول مدينة إسلامية تأسست خارج الجزيرة العربية. إذ تأسست بعد الفتح الإسلامي في 636 م، وكانت تعرف في ذلك الوقت باسم “باب فلسطين”، نظراً لدورها الحيوي كمحطة للحجاج المتجهين نحو المدن المقدّسة ومكة.

لقد استمدت أيلة أهميتها من موقعها الاستراتيجي، الذي لعب دوراً رئيسياً في انتشار الإسلام في جميع أنحاء المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا. ولا تزال أيلة تحتفظ بشهرتها، حيث أُشيد بها في العديد من قصص “ألف ليلة وليلة”.

تم اكتشاف المدينة التاريخية عام 1989، وتم تصميمها وفقاً للتصميم الإسلامي الكلاسيكي. تظهر الآثار المكتشفة في الموقع الجدران الحجرية السميكة، المحصنة بـ 24 برج دفاعي. وشارعان رئيسيان يقسمان المدينة إلى أربعة أقسام، ويلتقيان في الوسط.

عاشت أيلة فترات متعاقبة تحت حكم الأمويين والعباسيين، مما جعلها منطقة أثرية متنوعة وغنية بالتاريخ. وتم نقل بعض آثارها إلى متحف عمان.

كنيسة العقبة 290 م

في القرن الرابع، بدأت الكنائس بالظهور في مختلف أرجاء الأردن مع توسع الديانة المسيحية عبر المنطقة. ومن بين هذه الكنائس، تعتبر كنيسة العقبة واحدة من الأقدم، حيث اكتشفت عام 1988 بمحاذاة الشاطئ.

التنقيبات التي قام بها العالم الأمريكي ثوماس باركر وعلماء الآثار الأردنيين كشفت أن الكنيسة بنيت عام 290 ميلادي، ممّا يجعلها أقدم بقليل من كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم.

توسعت الكنيسة لتتسع لمئة شخص بعد ازدياد عدد المسيحيين، ويعتقد أنها كانت من طابقين مع وجود سلم. وكانت مضاءة بقناديل زيتية.

بالإضافة إلى الكنيسة، عثر الفريق على مقبرة وجثة ترتدي صليباً، إضافة إلى كسر فخارية رومانية، مما يؤكد عمر الكنيسة واستخدامها لمدة طويلة.

تعتبر كنيسة العقبة مثالاً حياً على الطرز المعماري للكنائس في المنطقة ، حيث يمكن رؤية معالم وأساسات المعمار الخاص بها رغم عمرها الطويل.

متحف آثار إقليم العقبة

يقع متحف آثار إقليم العقبة، بجوار القلعة التاريخية في مدينة العقبة. افتتح المتحف في يناير 1990 داخل قصر الشريف الحسين بن علي، ويضم الآن مجموعة واسعة من القطع الأثرية تعود للفترة من القرن السابع حتى القرن الثاني عشر الميلادي. يتميز المتحف بقطع أثرية متنوعة من موقع أيلة، بما في ذلك النصوص الإسلامية التي تعود لعصور مختلفة، مثل نص آية الكرسي المكتوب بالخط الكوفي الذي كان يزين بوابة المدينة الشرقية. بالإضافة إلى ذلك، يضم المتحف مجموعة من المسكوكات الذهبية المغربية والدنانير الفاطمية.

شواطئ العقبة العامة

تعد الشواطئ الطويلة والمشمسة واحدة من أبرز الأسباب التي تجعل العقبة وجهة سياحية تستحق الزيارة. تتميز هذه الشواطئ برمالها البيضاء ومياهها الشفافة التي تعكس المناظر الطبيعية الخلابة. تحت الماء، تزخر الحياة البحرية بجمالها وسحرها، مما يجذب السياح للاستمتاع بتجربة غوص فريدة. إضافة إلى ذلك، توفر الشواطئ أجواءً لا تضاهى للمشي على ضفافها الرملية الطويلة، مما يجعل زيارة العقبة تجربة لا تفوّت لكل محبي الطبيعة والاسترخاء. من أهم هذه الشواطئ شاطئ الغندور و شاطئ بيرينايس و الشط الجنوبي العقبة و شاطئ انتركونتيننتال العقبة و شاطئ المارينا وشاطئ تالا باي و شاطئ ساحة الثورة العربية الكبرى.

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!