مقابر المرينيين: شاهد على عظمة تاريخية وأطلال ملكية

تقع مقابر المرينيين على هضبة القلة التي تشرف من الشمال على مدينة فاس القديمة (فاس البالي). وتعتبر من أبرز المعالم التاريخية التي تعكس عظمة سلالة المرينيين التي حكمت المغرب بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر الميلادي. هي ليست مجرد مقابر، بل هي نافذة على الماضي، حيث يطغى عليها التاريخ والفن في تناغم يأسرك منذ اللحظة الأولى.

موقع المقابر والمناظر الطبيعية

تتميز مقابر المرينيين بموقع استراتيجي يتيح للزوار إطلالة بانورامية ساحرة على مدينة فاس العتيقة. من أعلى التلة، يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهد خلابة، خاصة عند غروب الشمس. حيث تتناغم ألوان السماء الذهبية مع أصوات الأذان المتناغمة المنبعثة من مساجد المدينة. هذه اللحظات تقدم فرصة مثالية للتمتع بجمال الطبيعة والتاريخ في نفس الوقت.

العمارة والفن المريني

رغم ما مر به الموقع من تدهور وتآكل عبر الزمن، لا تزال المقابر تحمل آثار العمارة المرينية التي تمزج بين الطراز المغربي والأندلسي. الأضرحة الضخمة، التي كانت مغطاة بأسقف خشبية مكسوة بالبلاط الأخضر، ما زالت شاهدة على روعة التصميم والزخارف الجصية والنقوش العربية التي تزين جدران الأضرحة. يتسم الضريح الأصغر بتصميمه الفريد، حيث يتكون من قاعدة مربعة وأقواس على شكل حدوة حصان، وهو يشبه العديد من التصاميم التي نجدها في غرناطة وتلمسان.

تاريخ المقابر وأهميتها

تعتبر هذه المقابر واحدة من أهم المقابر الملكية في المغرب، فقد كانت مخصصة لدفن سلاطين المرينيين وأفراد عائلاتهم، وكان أول دفن ملكي فيها لسلاطين المرينيين في فترة متأخرة من حكمهم. تأسست المقابر في القرن الرابع عشر، ولكنها شهدت فترة ازدهار كبيرة عندما أصبح الموقع مكانًا مقدسًا للأمراء والسلاطين. استمرت هذه العادة حتى عام 1465، حيث دفن آخر حكام المرينيين في هذا الموقع.

الاكتشافات الأثرية والحفريات

رغم الإهمال الذي طال الموقع، إلا أن الحفريات الأثرية التي أجريت في المنطقة قد كشفت عن عدة اكتشافات هامة. عُثر على لوحتين مرينيتين تمثل شاهدين قبرين تعود إحداهما إلى الأميرة زينب التي توفيت عام 1335. والأخرى إلى المسؤول الكبير أبو علي الناصر. تعرض هذه اللوحات في متحف دار البطحاء بفاس، مما يتيح للزوار فرصة لاستكشاف تاريخ المنطقة من خلال القطع الأثرية المحفوظة.

أبرز الأنشطة التي يمكن ممارستها في الموقع

1. الاستمتاع بالمناظر: يعتبر موقع المقابر نقطة مثالية لالتقاط الصور بانورامية لمدينة فاس القديمة، خصوصًا في وقت غروب الشمس.

2. استكشاف المعالم الأثرية: يمكن للزوار التنزه في محيط المقابر واكتشاف بقايا أثرية أخرى تعود إلى الحقبة المرينية.

3. التأمل والهدوء: يعد الموقع مكانًا هادئًا للتأمل والابتعاد عن صخب الحياة اليومية، مما يجعله مثاليًا للذين يبحثون عن لحظات من السكينة.

4. الاستمتاع بالثقافة المحلية: خلال الزيارة، يمكن للزوار اكتشاف جوانب مختلفة من الثقافة والتاريخ المغربي العريق.

نصائح للزوار

التوقيت الأمثل للزيارة: من الأفضل زيارة المقابر في فترة ما بعد الظهر للاستمتاع بمنظر غروب الشمس الذي يغمر المدينة باللون الذهبي.

احترام المكان: يجب على الزوار إظهار الاحترام للموقع التاريخي، حيث أن المقابر تعتبر مكانًا مقدسًا، خاصة وأنها كانت مدفنًا للعديد من الشخصيات الملكية.

الوصول إلى الموقع: يمكن الوصول إلى مقابر المرينيين بسهولة باستخدام السيارة أو سيارة الأجرة.

تجربة سياحية غنية

مقابر المرينيين ليست مجرد مكان للزيارة، بل هي تجربة سياحية ثقافية وتاريخية غنية تحاكي فيها أصداء الماضي، حيث يُمكن للزوار أن يغمروا أنفسهم في عمق التاريخ وأن يتأملوا في روعة العمارة المرينية وفي تفاصيل هذا الموقع الفريد الذي يجسد عظمة دولة حكمت المغرب لقرون.

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!