يقع مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي في نقطة استراتيجية قرب كورنيش الدوحة. موقع المركز يجمع بين سحر البحر وحيوية المدينة، ويعد من أهم المعالم الثقافية في الدوحة. هذا الصرح، المعروف سابقًا باسم “فنار”، لا يقتصر دوره على كونه مركزًا دينيًا أو مسجدًا، بل هو نافذة مشرعة على جوهر الثقافة القطرية والإسلامية، بأسلوب يرحب بالجميع من مختلف الثقافات والخلفيات.
جدول المحتويات
لماذا هذا المبنى تحديدًا يلفت الأنظار؟
من الوهلة الأولى، تلفت المئذنة الحلزونية انتباه الزائر بتصميمها الفريد المستوحى من جامع سامراء الكبير في العراق، وهو طراز نادر في منطقة الخليج. تكتسب هذه المئذنة حضورًا بصريًا لافتًا، خاصة عند إنارتها ليلًا، حيث تتحول إلى منارة معمارية مضيئة ترى من مسافات بعيدة داخل مدينة الدوحة. لا يزال هذا المعلم اليوم من أبرز الرموز المعمارية في محيطه الحيوي القريب من سوق واقف ومتحف الفن الإسلامي.

هذا ما ينتظرك داخل المركز
بمجرد دخولك إلى مركز الشيخ عبد الله ، تبدأ الرحلة. هنا، يمتزج العلم بالتراث، والدين بالثقافة، ضمن بيئة مفتوحة تعكس قيم الإسلام في التسامح والحوار. يقدّم المركز معارض تفاعلية، دورات في اللغة العربية والخط العربي، ورشات للفنون الإسلامية، ومحاضرات تعريفية بالإسلام موجهة لكل من يرغب في الاستكشاف والمعرفة، سواء كان من أبناء البلد أو زائرًا من مكان بعيد.

هل يمكن لغير المسلمين المشاركة؟
بكل ترحاب، نعم. خصّص المركز مساحة خاصة للتواصل مع غير المسلمين، وذلك من خلال عدة مبادرات. من بين هذه المبادرات: ترجمة صلاة الجمعة إلى اللغة الإنجليزية، وتنظيم جولات تعريفية، بالإضافة إلى دورات مبسطة حول أسس الدين الإسلامي. هذا الانفتاح جعل من المركز نقطة تواصل حيوية خلال فعاليات كأس العالم FIFA قطر 2022. حيث لعب دورًا بارزًا في التفاعل مع السياح، من خلال مبادرات متعددة اللغات ومعارض تفاعلية أبهرت الزائرين.

قد ترغب في قراءة: استكشف سوق واقف .. اشهر سوق شعبي في قطر
تجارب لا تفوت
يوفّر مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود لزوّاره تجربة مميزة تتمثل في الجلوس داخل مجلس قطري تقليدي. كما تعد هذه التجربة من أبرز ما يقدّمه المركز للمهتمين بالتقاليد والثقافة المحلية. هناك، يحتسي الزائر القهوة العربية الأصيلة ويتعرف إلى نمط الحياة القطرية بعيدًا عن الصورة النمطية. التجربة ليست تعليمية فقط، بل إنسانية بامتياز. إذ يندمج السائح في ثقافة البلد من خلال الفعاليات وورش العمل. كما تتيح له الأحاديث الودية داخل أروقة المكان فرصة التفاعل الحقيقي مع المجتمع.

تاريخ يحمل احترامًا وامتدادًا
شهد يوم 12 يناير 2008 افتتاح مركز الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، وجاءت تسميته تكريمًا لاسم الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود، الذي يعد من أبرز روّاد الفكر الإسلامي في قطر ومؤسس النظام القضائي فيها. ومنذ انطلاقته، يتبنى المركز رسالة واضحة تتمثل في نشر القيم الإسلامية الأصيلة وتعزيز الهوية القطرية، كما يسعى إلى إبراز صورة مشرقة عن هذا الإرث الثقافي العريق.

مساحة للروح والعقل
بين جدران هذا المبنى، تلتقي الأديان والثقافات في مساحة حوار وتفاهم. إنه ليس فقط مكانًا للتأمل والعبادة، بل فضاء معرفي وروحي يحتضن الاختلاف ويرحب بالأسئلة. في زمن تزداد فيه الحاجة إلى التواصل الإنساني، يصبح “الفنار” أكثر من مجرد مبنى .. يصبح رسالة.

نقدّم لك شيئًا آخر يستحق القراءة: مركز مشيرب لإثراء المجتمع: نافذة ثقافية على تاريخ قطر ومستقبلها