مدرسة الصهريج: تحفة معمارية من العصور المرينية

تعد مدرسة الصهريج في مدينة فاس المغربية واحدة من أبرز معالم العمارة الإسلامية في المدينة. تأسست في بداية القرن الرابع عشر، بأمر من السلطان المريني أبو الحسن، في الفترة ما بين 1321 و1323م، لتكون مركزًا تعليميًا مميزًا يلبي احتياجات الطلاب القادمين للدراسة في جامع الأندلس القريب. سميت المدرسة “الصهريج” نسبة إلى الحوض الكبير (الصهريج) الذي كان يستخدم لتخزين المياه في فناء المدرسة، وهو ما جعلها تبرز بين المدارس المعمارية الأخرى في المنطقة.

الهندسة المعمارية والتصميم

تمتد مدرسة الصهريج على مساحة 478 مترًا مربعًا، ويمثل تصميمها النموذج المثالي للعمارة المرينية التي تجمع بين الفخامة والوظيفية. يتوسط المدرسة فناء مستطيل تحيط به أروقة تحتوي على 26 غرفة لإقامة الطلاب. أما الجدران، فهي مكسوة بـالزليج المغربي التقليدي، والزخارف التي تزين الأسقف والجدران مصنوعة من الجص والخشب المنحوت، وهي مستوحاة من الطراز الذي كان يتميز به قصر الحمراء في غرناطة.

وظيفة المدرسة وأهميتها الثقافية

لم تكن مدرسة الصهريج مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت مركزًا دينيًا واجتماعيًا حيويًا في فاس البالي. فقد كانت توفر للطلاب القادمين للدراسة في جامع الأندلس الإقامة والدرس في وقت واحد. كما كانت بمثابة مركز علمي ديني، حيث كان العلماء والفقهاء يديرون شؤونها تحت إشراف فقيه متخصص. المدرسة كانت تخصص لها أوقاف إسلامية من أجل صيانتها، مما يبرز دورها الكبير في الحياة الثقافية والدينية في المدينة.

الترميمات والتاريخ المعاصر

مرت المدرسة بعدة مراحل ترميمية عبر العصور. فقد شهدت عمليات ترميم شاملة بين عامي 1917 و1924 خلال فترة الحماية الفرنسية، وفي عام 2017 تم إعادة تأهيلها في إطار مشروع لإعادة إحياء فاس البالي. اليوم، تعد مدرسة الصهريج واحدة من أبرز وجهات السياح المهتمين بتاريخ المدينة.

الأنشطة الممكن ممارستها في زيارة المدرسة

1. التجول في الأروقة: يمكن للزوار استكشاف أروقة المدرسة الرائعة والتمتع بتفاصيل الزخارف المغربية التقليدية التي تزين الجدران.

2. التقاط الصور: تعد المدرسة موقعًا مثاليًا لالتقاط صور تخلد تجربة زيارة تاريخية غنية بالفن المعماري.

3. التأمل في الفناء: الجلوس في فناء المدرسة والتأمل في الأجواء الروحانية الهادئة يمكن أن يكون تجربة فريدة من نوعها.

نصائح للزوار

وقت الزيارة: من الأفضل زيارة المدرسة في الصباح الباكر لتجنب الزحام والتمتع بالهدوء في المكان.

الملابس: يفضل ارتداء ملابس محتشمة أثناء زيارة المدرسة احترامًا للثقافة المحلية.

المرشدين السياحيين: للاستفادة من التجربة بشكل كامل، يُنصح بالاستعانة بأحد المرشدين السياحيين المحليين الذين يمكنهم إغناء معرفتك بتاريخ المكان.

رحلة عبر التاريخ والعلم والثقافة

زيارة مدرسة الصهريج في فاس ليست مجرد فرصة لاكتشاف فنون العمارة الإسلامية، بل هي رحلة عبر التاريخ والعلم والثقافة. تمنح الزوار تجربة فريدة لاستكشاف أحد أروع معالم فاس التاريخية، والتأمل في جماليات الهندسة المعمارية المرينية التي لا يزال صداها يتردد في أنحاء المدينة.

نقترح عليك هذه الوجهة أيضًا: البرج الجنوبي في فاس: تحفة معمارية تطل على تاريخ المدينة

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!