متحف مصطفى كامل: شاهد على النضال الوطني في قلب القاهرة

يقف متحف مصطفى كامل في ميدان صلاح الدين بحي القلعة شاهدًا على إحدى أهم حقب النضال الوطني المصري، إذ يجسد مسيرة الزعيم مصطفى كامل، أحد أبرز رموز الحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي. في الأصل، كان الموقع ضريحًا يضم رفات مصطفى كامل و محمد فريد، ثم تحول إلى متحف افتُتح رسميًا في أبريل 1956، ليصبح معلمًا ثقافيًا يعكس إرثًا وطنيًا خالدًا.

معمار فريد

يتميز المتحف بتصميمه المعماري المستوحى من الطراز الإسلامي، إذ تعلوه قبة ضريحية تمنحه طابعًا مهيبًا يليق بشخصية صاحبه.

مقتنيات تروي مسيرة نضال

يتألف المتحف من قاعتين رئيسيتين تعرضان مجموعة نفيسة من المقتنيات التي تسلط الضوء على حياة مصطفى كامل، وتشمل:

  • مقتنياته الشخصية: ملابسه، أدواته الخاصة، وأثاث مكتبه، مما يمنح الزائر لمحة عن حياته اليومية.
  • وثائق تاريخية: تشمل خطاباته ومقالاته الصحفية المكتوبة بخط يده، والتي تجسد أفكاره ومواقفه الوطنية.
  • صور فوتوغرافية: تعرض لحظات من مسيرته النضالية، بالإضافة إلى صور لأصدقائه وزملائه في الكفاح الوطني.
  • لوحات فنية: من أبرزها لوحات زيتية تصور حادثة دنشواي، التي شكلت نقطة تحول في الوعي الوطني المصري ضد الاحتلال.
  • إرث فكري ووطني: يحتضن المتحف كذلك مؤلفات المؤرخ عبد الرحمن الرافعي، الذي يرقد رفاته بالمتحف إلى جانب المناضل محمد فريد، مما يرسّخ البعد الثقافي والتاريخي لهذا المكان.

من الضريح إلى المتحف .. تاريخ من التحولات

لم يكن متحف مصطفى كامل بمنأى عن التقلبات التاريخية. فقد تعرّض للتخريب وسُرقت بعض مقتنياته خلال أحداث يناير 2011. لكن تمت استعادتها، وأُعيد افتتاحه بعد أعمال ترميم شاملة في أبريل 2016، ليعود إلى سابق عهده كوجهة ثقافية مهمة.

زيارة في قلب التاريخ

تعد زيارة متحف مصطفى كامل تجربة فريدة لمحبي التاريخ والثقافة. فهي تتيح فرصة التعرف على شخصية تركت بصمة لا تمحى في مسيرة الكفاح المصري. كما أن موقعه بالقرب مسجد السلطان حسن يجعله جزءًا من جولة تاريخية غنية بمعالم القاهرة الإسلامية.

يظل متحف مصطفى كامل أكثر من مجرد مبنى يحتضن المقتنيات، بل هو رمز لذاكرة وطنية حية تروي للأجيال قصة نضال وتضحية من أجل الحرية والاستقلال.

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!