متحف روبير معوض – تحفة فنية في قلب بيروت

متحف روبير معوض يخبئ وراء بوابته أكثر من مجرد قصر تاريخي. استعد لاكتشاف عالمٍ من الفخامة والتحف النادرة في واحدة من أجمل التجارب الثقافية في بيروت.

لمحة تاريخية عن القصر والمتحف

في قلب العاصمة بيروت، وتحديدًا في منطقة زقاق البلاط، ينتصب قصر روبير معوض شامخًا، شاهدًا على عراقة التاريخ وتلاقي الحضارات. بني هذا القصر الفخم على يد عائلة فرعون السياسية، حيث أراده مؤسسه فيليب فرعون تحفة معمارية تليق بمكانته. لاحقًا، انتقلت ملكية القصر إلى ابنه هنري فرعون عام 1922، الذي أضفى عليه لمساته الخاصة، وأمضى سنوات عمره يجمع بين جدرانه نوادر التحف والكنوز الأثرية.

في عام 1990، انتقل القصر إلى ملكية رجل الأعمال روبير معوض. وقد أولاه عناية استثنائية، فاستمر في ترميمه على مدار سبع سنوات. حرص خلال ذلك على الحفاظ على إرث عائلة فرعون، مع إضافة لمسة معاصرة عززت من قيمته التاريخية والفنية. وفي عام 2006، تحوّل هذا القصر العريق إلى متحف خاص يحمل اسم متحف روبير معوض. ومنذ ذلك الحين، أصبح من أبرز المعالم الثقافية في بيروت وواحة فنية تجسّد لقاء الشرق بالغرب.

جولة داخل المتحف – كنوز لا تُقدّر بثمن

منذ اللحظة التي تطأ فيها عتبة متحف روبير معوض، تجد نفسك محاطًا بعالم من الفخامة والرقي. تعرض في المتحف مجموعة مذهلة من الكنوز والقطع الأثرية. وقد جمعت هذه القطع على مر العقود من قِبل عائلة فرعون وروبير معوض.

يتصدر المشهد ثاني أضخم ماسة في العالم، تتلألأ بريقًا في قاعة العرض، إلى جانب ساعة جيب نادرة من الزمرد تجسّد براعة الصياغة والدقة في أدق تفاصيلها.

ومن بين الكنوز الثمينة، يسطع العقد الماسي الشهير الذي ارتدته الملكة إليزابيث الثانية يوم زفافها عام 1947. يجسّد هذا العقد الحرفية المذهلة في صناعة المجوهرات الملكية. كما يحتوي المتحف على تشكيلة من الأسلحة القديمة والسجاد الفاخر. وتشمل المعروضات أيضًا قطعًا أثرية مصنوعة من الرخام الملون، والخشب المزخرف، والمعادن النادرة، إلى جانب الورسلان الصيني والفخار الإسلامي.

إرث فني متنوع يعكس تلاقي الحضارات

يبرز المتحف روعة التنوع الحضاري الذي مرّ على هذه الأرض. حيث تحتضن قاعاته المنحوتات الحجرية والرخامية، التماثيل الفينيقية، والرؤوس البيزنطية المزخرفة، فضلًا عن الزخارف الخشبية القادمة من دمشق وحلب التي تضيف بعدًا شرقيًا أصيلًا للمكان.

كما يعرض المتحف الأيقونات المسيحية والمخطوطات الإسلامية، إلى جانب المنحوتات الرومانية والفينيقية. تشكّل هذه المجموعة توليفة فنية رائعة تبرز غنى التراثين الشرقي والغربي. لذلك، تعد زيارة هذا المتحف تجربة ثقافية متكاملة لا تفوّت.

حدائق غنّاء ومكتبة فريدة

لا تكتمل جولة الزائر دون التوقف عند الحدائق الغنّاء التي تحيط بالمتحف، حيث تتمايل أشجار الفيكوس والنخيل على أنغام نسيم بيروت العليل، فتمنح المكان طابعًا هادئًا أشبه بالواحات الساحرة.

ويضم المتحف كذلك مكتبة كميل أبو صوان التي أعادها روبير معوض إلى لبنان، لتحتضن بين جدرانها مخطوطات نادرة وكتبًا قديمة تروي حكايات العصور الماضية، وتجعل منها كنزًا معرفيًا لا يقدّر بثمن.

قيمة وطنية وثقافية

يحمل متحف روبير معوض بين جدرانه رمزية وطنية بالغة الأهمية. شهد القصر رسم أول علم لبناني، مما يجعله شاهدًا على واحدة من اللحظات المفصلية في تاريخ البلاد. اليوم، تستضيف أرض المتحف العديد من الندوات والمؤتمرات والأنشطة الثقافية. هذا يعزز مكانته كمنارة ثقافية وحاضنة للفنون والمعرفة في قلب العاصمة.

مواعيد الزيارة

يفتح متحف روبير معوض أبوابه للزوار من الثلاثاء إلى الأحد، وذلك من الساعة 9:00 صباحًا حتى 5:00 مساءً، بينما يغلق أبوابه يوم الاثنين.

رحلة عبر الزمن

متحف روبير معوض ليس مجرد مبنى أثري أو قصر تاريخي فحسب، بل هو نافذة تطل منها على قرونٍ من الحضارة والفن والترف الملكي. إنه رحلة عبر الزمن، تروي تفاصيلها جدران القصر وحدائقه وكنوزه الثمينة، لتظل محفورة في ذاكرة كل من يزوره، محطة لا يمكن تفويتها في قلب بيروت النابض.

نقترح عليك هذا العنوان أيضًا: بيت بيروت و”ألو بيروت؟”: لقاء بين التاريخ والفن في مبنى بركات

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!