يقف متحف الشرطة القومي داخل أسوار قلعة صلاح الدين الأيوبي شامخًا كمرآة تعكس تطور جهاز الشرطة المصرية عبر العصور، من فجر التاريخ وحتى العصر الحديث. يروي هذا المتحف، الذي افتتح رسميًا في 25 يناير 1986 ، فصولًا ممتدة من تاريخ الأمن المصري، موثقًا جهود الشرطة في حفظ النظام، ومواجهتها للتحديات الأمنية، سواء في فترات الاستقرار أو أثناء الأزمات الوطنية.

جدول المحتويات
رحلة عبر الزمن: قاعات المتحف ومقتنياته
ينقسم المتحف إلى عدة قاعات، صُممت كل منها لإبراز ملامح مرحلة زمنية محددة من تاريخ الشرطة المصرية:
- قاعة الشرطة في مصر القديمة: تعرض أدوات رجال الشرطة في العصور الفرعونية، مثل الصولجانات والأسلحة البدائية، إضافةً إلى تماثيل تعكس دور الشرطة في تأمين المعابد وحماية التجارة.
- قاعة الشرطة في العصر الإسلامي: تضم مجموعة من الأسلحة والرنوك التي حملت شعارات الشرطة في العصور الإسلامية، حيث تألقت الشرطة في تنظيم الأسواق وتأمين القوافل.
- قاعة الشرطة في العصر الحديث: تبرز تطور الزي الرسمي والأسلحة المستخدمة على مر العقود، مع صور توثق شخصيات أمنية بارزة.
- قاعة الجرائم الشهيرة: تحتوي على وثائق وصور لقضايا شغلت الرأي العام المصري، من بينها قضية “ريا وسكينة” و”الخط الصعيدي”، إضافة إلى أرشيف لملفات الجرائم الكبرى.
- قاعة الاغتيالات السياسية: تسلط الضوء على أبرز حوادث الاغتيال التي شهدتها مصر في القرن العشرين، موثقة بالصور والمقتنيات الخاصة بالمجرمين والمخططات الأمنية لكشف الجناة.
- قاعة الإطفاء: تعرض أدوات رجال الإطفاء التاريخية، وتشمل عربات الإطفاء التي استخدمتها الشرطة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
- قسم التوثيق الأمني: يضم صورًا لوكلاء ومديري الأمن ووزراء الداخلية منذ عام 1878. كما وثائق رسمية لقضايا التزوير والتزييف والجرائم الاقتصادية.

تخليد البطولات الوطنية
يحتفي متحف الشرطة القومي بأبرز لحظات كفاح الشرطة المصرية، وعلى رأسها معركة الإسماعيلية في 25 يناير 1952. ففي ذلك اليوم تحديدا ، واجهت الشرطة المصرية القوات البريطانية ببسالة. لذلك، أصبحت هذه الذكرى لاحقًا عيدًا وطنيًا للشرطة المصرية.

زيارة المتحف
يُعد متحف الشرطة القومي وجهة سياحية بارزة في القاهرة. حيث يفتح أبوابه يوميًا من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً. كما يقدم لزواره فرصة فريدة لاكتشاف تاريخ الأمن في مصر من منظور مختلف، عبر مقتنيات أصلية وسرد توثيقي مشوق.
بزيارة هذا المتحف، لا تستكشف فقط تاريخ الشرطة المصرية، بل تعيش تجربة غنية تمتزج فيها الدراما التاريخية بالإثارة البوليسية.
