في قلب الحي الثقافي كتارا، حيث تلتقي الفنون بالمعرفة، ترتفع قبة الثريا الفلكية كمنارة تُشِع بالعلم وتنبض بالإلهام. إنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل نافذة مشرعة على عوالم لا تراها العين المجردة. هنا، في هذا الصرح المذهل، تأخذك قطر في رحلة فريدة إلى أعماق الفضاء، حيث النجوم والمجرات والكواكب ليست مجرد صور، بل تجربة تفاعلية تعيشها بكامل حواسك.

جدول المحتويات
لماذا تُعد قبة الثريا وجهة لا تفوَّت في الدوحة؟
لأنها ببساطة أكثر من مجرد مبنى جميل. قبة الثريا تجمع بين سحر الفلك وروح الثقافة، وتمنح الزائرين من كافة الأعمار فرصة فريدة لفهم الكون بطريقة مبهرة ومبسطة. فهي تلبي فضول الأطفال، وتثري معرفة الطلاب، وتدهش الكبار بتقنياتها المتطورة ومحتواها الشيق.

الموقع والتصميم: وجهة تجمع بين الحداثة والعراقة
تقع قبة الثريا الفلكية في المبنى رقم 41 داخل كتارا، ما يجعل الوصول إليها سهلاً من مختلف أنحاء الدوحة. وقد اختيرت “الثريا” اسمًا لها، تكريمًا لتلك المجموعة النجمية الساطعة “الشقيقات السبع” التي طالما ألهمت العرب قديمًا. أما تصميمها الخارجي، فهو لوحة معمارية تمزج بين الحداثة والرمزية الفلكية، فتجذب الأنظار قبل الدخول وتوقظ الفضول للاستكشاف.

تجربة غامرة وسط الفضاء: عروض لا تنسى
تبدأ المتعة الحقيقية فور دخول القبة الرئيسية، والتي تتسع لنحو 200 زائر. في الداخل، تبهرك شاشة بانورامية هائلة بعرض 22 مترًا. وقد تم تجهيزها بأحدث تقنيات العرض الرقمي ثلاثي وثنائي الأبعاد. من خلالها، تعرض أفلام فلكية توثق ظواهر مثل تشكل النجوم، رحلات المكوكات الفضائية، واستكشاف المذنبات والكواكب. وتتنوع العروض بين وثائقيات علمية وعروض تفاعلية تفتح شهية المعرفة وتشعل الحماس لدى الكبار والصغار على حد سواء.

أنشطة وأقسام لكل شغف
- العروض السماوية: عروض غامرة تأخذك في رحلة عبر المجرات، حيث تنطلق بتقنيات بصرية مذهلة في جولة حول الكواكب والمذنبات وتشكيلات النجوم.
- الأنشطة التفاعلية: تعرّف على مفاهيم فلكية من خلال نماذج ملموسة وتجارب عملية، كارتداء بدلات الفضاء، أو محاكاة الانطلاق في مركبة فضائية، أو حتى لمس حجر نيزكي.
- المرصد الفلكي: فرصة نادرة لمراقبة السماء عبر تلسكوبات متقدمة، بإرشاد مختصين في علم الفلك.
- المتحف: يعرض تاريخ علم الفلك برؤية حديثة؛ نماذج كواكب، معدات فضائية، قصص من القرآن الكريم كحادثة انشقاق القمر، وغيرها من العناصر التي تثري الزيارة بالمعرفة والثقافة.
- المعرض الفضائي: يقدم قطعًا نادرة كتحف ومجسمات للمركبات، إلى جانب بدلات أستروونوت قديمة وحديثة، تمنحك لمحة عن تطور رحلات الإنسان إلى الفضاء.
- ورش عمل ومحاضرات: تقام بشكل دوري وتتناول مواضيع علمية وفلكية بطريقة مبسطة وتفاعلية، مما يجعل القبة مركزًا حيًا للتعلم المستمر.
- الفعاليات الموسمية: تابع رصد الأهلة، أو تابع كسوف الشمس وخسوف القمر، من موقع مجهز لهذا النوع من الفعاليات النادرة.

مرافق تثري التجربة
لا تنتهي الرحلة عند العروض، بل يمكن الاستراحة في المقهى المجاور أو اقتناء تذكار من متجر الهدايا الذي يعرض كتبًا وألعابًا ومواد تعليمية فلكية. أما التراس المطلّ على البحر، فيوفر مساحة خارجية تستخدم في المناسبات والأنشطة المفتوحة.
تجربة تعليمية وسياحية بامتياز
منذ افتتاحها عام 2018، لم تكتفِ قبة الثريا بتقديم العروض، بل تبنت دورًا تعليميًا وثقافيًا يعزّز مكانة قطر كمركز علمي في المنطقة. إنها تسهم في رفع الوعي بأهمية علوم الفضاء، وتقدم محتوى علميًا راقياً يتناسب مع طموحات الدولة في تعزيز التعليم والسياحة المستدامة.

معلومات تهم الزائر
- العنوان: الحي الثقافي كتارا – مبنى رقم 41 – الدوحة، قطر
- ساعات العمل: يوميًا من 8:00 صباحًا حتى 8:00 مساءً
- اللغة: تقدّم العروض باللغتين العربية والإنجليزية
- الرسوم: الدخول مجاني لبعض العروض، بينما تختلف أسعار التذاكر الأخرى حسب الفعالية والفئة العمرية
- الحجز: يُنصح بالحجز المسبق، خصوصًا في العطلات أو المواسم السياحية

استكشاف ما حول القبة
لا تفوّت استكشاف الحي الثقافي كتارا بعد زيارتك للقبة، حيث تجد المساجد الجميلة، المعارض الفنية، المطاعم العالمية، الشاطئ العام، والفنادق الفاخرة التي تضفي على رحلتك أجواء مفعمة بالتنوع والراحة.
رحلة تبدأ من الأرض وتنتهي بين النجوم
في قبة الثريا الفلكية، لا تشاهد الفضاء فقط، بل تعيشه. إنها تجربة تدمج بين العلم والترفيه، وتعيد إشعال الفضول الكامن فينا جميعًا نحو السماء وأسرارها. فسواء كنت سائحًا عابرًا، أو مقيمًا باحثًا عن وجهة فريدة، فالقبة بانتظارك لتمنحك رحلة لا تشبه سواها، نحو حيث تبدأ الحكايات… في النجوم.