بين أزقة حي القصبة العريق، وفي حضن أسوار مراكش التاريخية، يخبئ الزمن واحدًا من أجمل أسراره المعمارية: ضريح السعديين، حيث يرقد ملوك الدولة السعدية في سكينة مهيبة تحرسها نقوش الفن الإسلامي وروح التاريخ الأندلسي.

جدول المحتويات
ما سرّ جاذبية هذا الضريح؟
ليس ضريح السعديين مجرد مكان للدفن، بل تحفة فنية تأسر العيون من الوهلة الأولى. يعتبر من أروع المعالم التاريخية التي تحتضنها مراكش، بفضل زخارفه المدهشة وتفاصيله الدقيقة التي تعكس أوج العمارة المغربية الإسلامية في القرن السادس عشر.
يضم الضريح قبور العائلة السعدية ، التي حكمت المغرب في أوج قوته، ومن أبرزهم السلطان أحمد المنصور الذهبي، أحد أعظم ملوك المغرب. وقد بقي هذا المكان طي النسيان لسنوات طويلة، حتى تم اكتشافه مجددًا عام 1917 من قِبل سلطات الحماية الفرنسية عبر صور جوية، ليُفتح لاحقًا أمام الزوار ويستعيد مجده كواحد من أبرز المزارات في المدينة الحمراء.

قد يعجبك أيضاً: قصر البديع في مراكش: تحفة معمارية شاهدة على عظمة الماضي
ماذا ينتظرك داخل الضريح؟
عند عبورك البوابة، ستدخل عالماً من الجمال الأخاذ. ويتكون المجمع من قاعتين رئيسيتين، إحداهما تعرف بـ”قاعة الإثني عشر عمودًا”، وهي الأجمل دون منازع. و تحت قبتها التي تستند على أعمدة من الرخام الإيطالي، يرقد السلطان أحمد المنصور محاطًا بأقربائه، وتزيّن القاعة بزخارف من الجص والخشب المنقوش، و كذلك نقوش خطية تُخلّد الملوك المدفونين.

أما الحديقة الداخلية، فهي مساحة هادئة تحيط بالضريح، وتتوزع فيها القبور على بلاطات مزينة بزليج مغربي تقليدي. و على الرغم من بساطتها، تمنح المكان هيبة وسكونًا يتماشيان مع رمزيته الروحية والتاريخية.

روعة التفاصيل في كل زاوية
يتجلى فن العمارة الإسلامية في أدق تفاصيل ضريح السعديين. من الأقواس المزخرفة إلى الزليج الفسيفسائي الفاخر. ومن القباب الخشبية المنقوشة يدويًا إلى الجدران التي تحكي قصصًا صامتة عن المجد والسلطة. الأسلوب الذي يجمع بين التأثيرات الأندلسية والمغربية يعكس ذوقًا راقيًا وفهمًا عميقًا لجماليات الفن.


لماذا عليك زيارته؟
زيارة ضريح السعديين ليست مجرد جولة في معلم أثري، بل رحلة عبر الزمن إلى قلب الحضارة المغربية. ستجد نفسك محاطًا بجمال يحاكي القصور الأندلسية، وسكينة تُشبه صمت المقابر الملكية. الموقع كذلك قريب من معالم أخرى مثل قصر البديع وحي القصبة، ما يجعل رحلتك متكاملة ومليئة بالاكتشافات.