صرح الشهيد في عمّان هو معلم وطني يروي بطولات الأردنيين وتفاصيل مجدهم الخالد , إليك كل ما تود معرفته عنه.

جدول المحتويات
صرح الشهيد: شاهد على المجد الأردني
على ربوةٍ شامخةٍ في قلب العاصمة الأردنية عمّان، ينتصب “صرح الشهيد” . هذا النصب الذي اصبح شاهدًا على تاريخ الأردن الحديث ومآثر أبنائه الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن. افتُتح هذا المعلم الوطني عام 1977، تزامنًا مع احتفالات الأردن باليوبيل الفضي لجلوس الملك الحسين بن طلال على العرش، ليكون رمزًا لتضحيات الشهداء وسجلًا يوثق مسيرة القوات المسلحة الأردنية منذ الثورة العربية الكبرى حتى يومنا هذا.

تصميم يعكس العظمة والاعتزاز
أن تصميم صرح الشهيد أنجزه أحد المهندسين العسكريين الأردنيين، ونُفذ بواسطة فريق من سلاح الهندسة الملكي بالتعاون مع شركات وطنية.
يتميز الصرح بتصميم معماري فريد نفذه مهندسون أردنيون، حيث تم تشييده على شكل خماسي يرمز إلى قيمٍ وطنية عريقة. تزين واجهاته آيات قرآنية كتبت بماء الذهب، تمجد الشهداء وتحث على التضحية في سبيل الوطن. تحيط به ساحات مفتوحة تروي قصص البطولات، إذ تعرض في الساحة الأمامية آليات عسكرية ومدافع استخدمت في معارك الجيش الأردني دفاعًا عن قضايا الأمة.

رحلة عبر التاريخ: الأجنحة الثلاثة
يأخذ الصرح زواره في جولةٍ تاريخيةٍ عبر ثلاثة أجنحة رئيسية:
- الجناح الأول: يعرض مقتنيات الثورة العربية الكبرى التي انطلقت عام 1916 بقيادة الشريف الحسين بن علي، بما في ذلك المنشور الأول للثورة، الأسلحة، الوثائق، والصور التي توثق معاركها وأثرها في مسيرة التحرر العربي.
- الجناح الثاني: يوثق مراحل تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، وتطور الجيش العربي، ودوره في الدفاع عن القدس في معارك 1948، بما في ذلك بطولاته في اللطرون وباب الواد. كما يضم مقتنياتٍ تعود إلى مرحلة استقلال الأردن عام 1946.
- الجناح الثالث: يستعرض محطات تطوير القوات المسلحة الأردنية، بدءًا من تعريب قيادة الجيش عام 1956، وصولًا إلى مشاركاته في حرب 1967، معركة الكرامة عام 1968، وحرب أكتوبر 1973 في الجولان، بالإضافة إلى مقتنيات شخصية للملك الحسين بن طلال، من ملابس وأسلحة وأدوات خاصة.

الساحة العلوية: تخليدٌ للشهداء ورمزٌ للسلام
تنتهي الجولة في الساحة العلوية، حيث تقف “شجرة الحياة” رمزًا للسلام والخلود. وهي شجرة زيتون يسقيها الملك عبد الله الثاني بنفسه سنويًا في ذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش. وعلى جدران هذه الساحة، كتبت أسماء الشهداء بماء الذهب، تخليدًا لتضحياتهم وإجلالًا لبطولاتهم.

صرحٌ يستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم
يستقبل صرح الشهيد سنويًا نحو 70 ألف زائر، من مواطنين، وطلبة، وسيّاح. كما يزوره ملوك ورؤساء دول وكبار المسؤولين العسكريين والمدنيين العرب والأجانب. الذين يأتون ليشهدوا على التاريخ الذي يختزله هذا المعلم الوطني.

إن “صرح الشهيد” ليس مجرد متحفٍ عسكري، بل هو سجلٌ ناطقٌ بمآثر الأردن وبطولات أبنائه. وتحفةٌ وطنيةٌ تجسد الاعتزاز بالتاريخ والوفاء لمن كتبوه بدمائهم، ليظل شاهدًا على مجدٍ لا يزول.