قلعتا الجلالي والميراني: حارسان لبحر عمان

في قلب مدينة مسقط القديمة، تقف قلعتا الجلالي والميراني شامختين على صخور تطل على بحر عمان، لتروي قصصًا من البطولة والصمود عبر العصور. انهما ليسا مجرد معلمين تاريخيين بل رمزان للعراقة العمانية، وحافظان على تراث يروي الكثير من حكايات الصراع، والحرية، والمجد.

الموقع الاستراتيجي للقلعتين

تقع قلعة الجلالي في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة مسقط، بينما تقع قلعة الميراني في الجهة الجنوبية الغربية، ممّا يجعل منهما حارسين قويين للمدينة. تم بناء القلعتين في القرن السادس عشر على يد البرتغاليين، الذين اختاروا هذا الموقع الاستراتيجي للتحكم في الميناء الحيوي. ورغم مرور قرون على تأسيسهما، تبقى القلعتان شاهقتين في مكانهما، محافظتين على الدور الدفاعي الذي لعباه في حقب مختلفة من تاريخ عمان.

تاريخ طويل من الصمود

قلعة الجلالي أكمل بناءها في عام 1587م، بينما أعيد بناء قلعة الميراني في عام 1587م على أنقاض برج قديم كان قد بُني قبل وصول البرتغاليين. منذ تلك الفترة، مرّت القلعتان بعدة مراحل تطويرية، خاصة في عهد الإمام أحمد بن سعيد، مؤسس الدولة البوسعيدية، وكذلك حفيده السيد سعيد بن سلطان في القرن التاسع عشر. وقد جددت القلعتان في عهد السلطان قابوس بن سعيد ليتم تحويلهما إلى معالم سياحية ومتاحف تشهد على تاريخ عمان العسكري.

التصميم المعماري الفريد

يتميز كل من القلعتين بتصميم معماري يعكس تأثيرات البرتغاليين والعمانيين على حد سواء. تمتاز قلعة الجلالي بجدرانها السميكة وأبراجها العالية التي يمكن رؤيتها من مسافة بعيدة، بينما تعتبر قلعة الميراني محصنة بشكلٍ أكبر، حيث تحتوي على منصات مدافع ومخازن، إضافة إلى مصعد مخفي يؤدي إلى غرف سكنية داخلية. يقال إن القلعتين كانتا تتمتعان بسرداب يربط بينهما تحت سطح البحر، وهو ما يعكس براعة البرتغاليين في فن التحصين.

قلعتا الجلالي والميراني: أفضل الانشطة السياحية

تعتبر زيارة القلعتين تجربة لا مثيل لها لكل سائح يزور عمان. فإلى جانب استكشاف الجدران والأسوار، يمكن للزوار الاستمتاع بعدة أنشطة رائعة:

  • الجولات التاريخية: فرصة للتعرف عن كثب على التاريخ العماني من خلال جولات إرشادية تشرح قصة بناء القلعتين واستخداماتهما.
  • التصوير الفوتوغرافي: مع المناظر الخلابة التي تحيط بالقلعتين، سواء من داخل الأسوار أو من أعلى الأبراج، ستكون لديك فرص مذهلة لالتقاط صور تذكارية.
  • زيارة المتاحف: داخل قلعة الجلالي، يمكن للزوار التمتع بزيارة المتحف الذي يعرض أسلحة عمانية تقليدية وأدوات حرفية تعكس تراث السلطنة.
  • الاستمتاع بالمناظر الطبيعية: من أعلى القلعتين، يمكن للزوار التمتع بمناظر البحر والمدينة القديمة التي تندمج مع السماء.

ما هي أفضل أوقات لزيارة القلعتين؟

لضمان تجربة مريحة، يفضل زيارة القلعتين في الصباح الباكر أو في المساء لتجنب حرارة الشمس. كما أن التجول في الأماكن المرتفعة يتطلب بعض المجهود، لذا ينصح بارتداء أحذية مريحة وملابس مناسبة.

هل يجب الاستعانة بمرشد سياحي؟

نعم، يُنصح بشدة بالاستعانة بمرشد سياحي للحصول على تفاصيل دقيقة عن تاريخ القلعتين وتفاصيل البناء والتطور عبر العصور.

نصائح هامة للسائح

  • التجهيزات: تأكد من ارتداء ملابس مريحة وأحذية مناسبة للمشي الطويل، حيث يتطلب الاستكشاف في القلعتين التنقل بين المسارات الصخرية.
  • احترام القوانين: يجب على الزوار احترام قواعد السلامة المحلية والتعليمات الخاصة بالزيارة، مثل عدم تجاوز الأسوار المخصصة وعدم الاقتراب من أماكن الغلق.
  • الاستمتاع بالتجربة: من الأفضل تخصيص وقت كافٍ لاكتشاف كل زاوية من الزوايا التاريخية للقلعتين. كما ينصح بالتمهل للاستمتاع بالموقع الفريد الذي تقدمانه، إذ يجمع بين عبق التاريخ وروعة المشهد.

بزيارة قلعتَي الجلالي والميراني، لا تكتشف فقط تاريخ مسقط العريق. بل تعيش تجربة تفاعلية تنقلك إلى أجواء المكان الذي يشهد على أيام عمان الزاهرة.

قد يعجبك هذا المحتوى ايضاً : ولاية بهلاء : مدينة التراث العالمي في سلطنة عُمان

اذا اعجبك هذا المقال ، لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك!