يعد حي الملاح في فاس، أقدم حي يهودي في المغرب، بمثابة متحف مفتوح يروي فصولاً من تاريخ المدينة العريق. تأسس هذا الحي في القرن الرابع عشر الميلادي، ليصبح مركزاً رئيسياً للجالية اليهودية في فاس، ويجسد معالم معمارية وثقافية بارزة من التراث اليهودي المغربي.
جدول المحتويات
أصل التسمية
يعتقد أن اسم “الملاح” يعود إلى الموقع الذي بني فيه الحي، والذي كان في السابق سوقاً للملح. ومع مرور الوقت، أصبح هذا الاسم يطلق على جميع الأحياء اليهودية في المدن المغربية.
التاريخ العريق
شهد حي الملاح فترات ازدهار وتراجع على مر القرون. فقد كان مركزاً حيوياً للتجارة والحرف، حيث برع اليهود المغاربة في صناعة الحلي والنسيج والعديد من الحرف التقليدية الأخرى. ومع ذلك، فقد تعرض الحي أيضاً لفترات تهجير، خاصة في القرن الخامس عشر الميلادي.

المعالم السياحية
كنيس ابن دنان:
يعتبر كنيس ابن دنان (ابن دهان) من أبرز المعالم التاريخية في حي الملاح، ويتميز بتصميمه الفني الفريد وزخارفه الرائعة. تأسس الكنيس في القرن السابع عشر، وتم ترميمه وإعادة افتتاحه في عام 1999 كمتحف، وتصنيفه كمعلم تاريخي من قبل وزارة الثقافة المغربية في 2002.

المقابر اليهودية:
تقع هذه المقابر خارج أسوار المدينة، وتضم قبور العديد من الشخصيات الهامة في التاريخ اليهودي المغربي.

الأزقة الضيقة والمنازل التقليدية:
تتميز شوارع حي الملاح بأزقتها الضيقة المتعرجة ومنازلها التقليدية ذات الطابع المعماري الفريد، ممّا يمنح الزائر إحساساً بالعودة إلى الماضي.

الحياة في حي الملاح اليوم
على الرغم من أن عدد السكان اليهود في حي الملاح قد تضاءل بشكل كبير، إلا أن الحي لا يزال يحتفظ بطابعه الخاص. ويمكن للزائر أن يشاهد العديد من المحلات التجارية التي تبيع الحرف التقليدية والمجوهرات، بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم المأكولات اليهودية المغربية الأصيلة.

نصائح للزائر
- يمكنك استكشاف حي الملاح سيراً على الأقدام، حيث يمكنك التجول في أزقته الضيقة والتعرف على تاريخه العريق.
- لا تتردد في زيارة كنيس ابن دنان والمقابر اليهودية، فهما من أبرز المعالم السياحية في الحي.
- يمكنك أيضاً الاستمتاع بتناول وجبة في أحد المطاعم التي تقدم المأكولات اليهودية المغربية الأصيلة.
- يمكنك شراء الهدايا التذكارية من محلات الحرف التقليدية الموجودة في الحي.

أهمية حي الملاح
يعتبر حي الملاح في فاس رمزاً للتعايش بين الثقافات والأديان في المغرب. إنه مكان يجسد تاريخاً غنياً وتراثاً ثقافياً فريداً، ويستحق الزيارة من قبل كل من يهتم بالتاريخ والثقافة.

اقرأ أيضا: كنيس ابن دنان: معلم تاريخي في قلب فاس