وسط العاصمة الأردنية، تتجلّى الساحة الهاشمية كأحد رموز التلاقي بين التراث والحداثة. إنها مساحة نابضة تجمع التاريخ والثقافة في قلب عمّان.
جدول المحتويات
موقع استراتيجي وسط عمان
تقع الساحة الهاشمية في قلب عمان، وتحديدًا في الجزء الشرقي منها، قرب المعالم التاريخية الشهيرة مثل المدرج الروماني. تأسست الساحة في عام 1986، وامتدت على مساحة 12 دونمًا لتصبح ساحة مفتوحة مخصصة للاحتفالات الشعبية ولتكون متنفسًا حضريًا للمدينة. منذ نشأتها، ارتبطت الساحة بأحداث وطنية وثقافية هامة، ممّا جعلها مكانًا لا غنى عنه للزوار والسكان المحليين على حد سواء.
الهوية الثقافية والفنية
منذ تأسيسها، أصبحت الساحة الهاشمية مركزًا هامًا للفنون والفعاليات الثقافية، حيث تستضيف معارض فنية ومهرجانات شعبية تُظهر جمال وثراء الثقافة الأردنية. تطل الساحة على العديد من المطاعم والمقاهي التي تقدم مجموعة متنوعة من المأكولات والمشروبات، مما يجعلها وجهة مثالية للاستمتاع بتجربة أردنية أصيلة.
احتفالات تاريخية
في عام 1968، وبعد النصر الذي حققه الجيش الأردني في معركة الكرامة، تم عرض الخسائر الإسرائيلية والغنائم التي كسبها الأردن أمام الملأ في الساحة الهاشمية وسط احتفالات عارمة عمت المملكة احتفاء بالنصر. هذه الذكرى العميقة ربطت الساحة بمشاعر الاعتزاز الوطني وتاريخ المملكة الأردنية الهاشمية.
مرافق الساحة: مزيج من الحداثة والتراث
ممر سيل عمان والنوافير الراقصة
من أبرز معالم الساحة الهاشمية هو ممر سيل عمان، الذي يتضمن موزاييكًا ملونًا مزخرفًا يتناغم مع النوافير الراقصة التي تضيف لمسة من الجمال والحيوية للمكان. تعلو الممر مظلات معدنية معاصرة، ممّا يوفر الراحة للزوار في ظل الجو الحار، ويجعل المكان مثاليًا للتنزه والاستمتاع بالمشاهد الطبيعية.
الساحة الاحتفالية الرئيسية
تعتبر الساحة الاحتفالية الرئيسية بمساحتها التي تبلغ 4000 متر مربع، هي قلب الفعاليات الوطنية والشعبية في عمان. تحتضن هذه الساحة العروض والاحتفالات التي تعكس التاريخ الأردني العظيم، كما تتيح للزوار التفاعل مع الثقافة المحلية عن كثب.
المرافق الإعلامية والعصرية
يُعد المبنى الإعلامي جزءًا من الساحة الهاشمية. ويضم طابقين يحتويان على مكاتب الإدارة والخدمات العامة، بالإضافة إلى مقهى يوفر إطلالات خلابة على الساحة وجبل القلعة. أمام هذا المبنى يقع الجدار الإعلامي، شاشة عرض ضخمة مخصصة لعرض البرامج الوثائقية والفعاليات المباشرة. ممّا يتيح للزوار متابعة كل جديد من خلال وسائل إعلامية حديثة.
الراحة والترفيه للزوار
تتمتع الساحة بالعديد من المرافق المخصصة للراحة والرفاهية، مثل الرواق المظلل الذي يمتد بطول 110 مترًا على جانبي الساحة، فضلًا عن الصوان الزجاجي، وهو منشأة حديثة تحتوي على مقاهي ومركز خدمة الزوار. المساحات الخضراء المرتفعة هي أيضًا جزء لا يتجزأ من جمال الساحة، حيث توفر أجواء هادئة للاستراحة، مع وجود نباتات ملائمة للبيئة المحلية.
الأمن والراحة في الساحة
لضمان راحة الزوار، يتوفر في الساحة كشك للأمن والشرطة السياحية، مزود بنظام كاميرات مراقبة لضمان سلامة الجميع. كما يتواجد مرشدون سياحيون لمساعدة الزوار في التعرف على تاريخ الساحة ومعالمها.
تجربة لاستكشاف تراث الأردن
الساحة الهاشمية هي أكثر من مجرد مكان للراحة والتجوال؛ إنها تجربة ثقافية فريدة تمنح الزوار فرصة لاكتشاف تراث الأردن وأصالته، في تناغم رائع بين الحداثة والذكريات الوطنية. ستكون الساحة وجهة لا تُنسى لأي سائح يرغب في التفاعل مع تاريخ وحياة عمان.
