في قلب مدينة بيروت، حيث يلتقي التاريخ بالحياة العصرية، تقع الحمامات الرومانية الشهيرة التي تروي قصة المدينة القديمة وتاريخها العريق. بين شارع المصارف وشارع الكبوشين، يبرز هذا الموقع الأثري كإحدى أبرز معالم بيروت التي تشهد على الحقبة الرومانية. فقد تم اكتشاف بقايا هذه الحمامات في أواخر الستينيات، و منذ ذلك الحين خضعت لعدة عمليات ترميم لتتحول إلى وجهة سياحية تجسد روعة التاريخ وجمال الطبيعة.
جدول المحتويات
تاريخ الحمامات الرومانية
تعود أصول هذه الحمامات إلى القرن الثاني الميلادي، في فترة كانت فيها بيروت تحت الحكم الروماني. كانت الحمامات جزءًا من مجمع حضري ضم أيضًا مسرحًا ومدرسة، حيث كانت تستخدم كأماكن للاستحمام، الاجتماع، الترفيه، وأحيانًا التجارة. لكن مع مرور الوقت، دمرت الزلازل والحروب هذه المعالم العريقة، حتى تم اكتشافها مجددًا في نهاية الستينيات وأعيد ترميمها بشكل محترف في التسعينيات.

الحمام الروماني: متعة الاسترخاء والاجتماع
تتكون الحمامات الرومانية من عدة أقسام رئيسية، من بينها غرف تغيير الملابس والفناء المفتوح. بالإضافة إلى الحمامات الباردة والدافئة والساخنة التي كان الزوار يتنقلون بينها للاستفادة من الفوائد الصحية لمختلف درجات الحرارة. كانت الحمامات مكانًا اجتماعيًا في المقام الأول، حيث كان المواطنون يتبادلون الأحاديث ويتناولون الطعام ويستمتعون بالعروض الموسيقية والمهرجانات.
وقد كان النظام المستخدم في تدفئة الحمام، المعروف باسم “هيبوكاوست”، يقوم على إشعال النار تحت الأرض لتسخين الأرضية الرخامية، مع أنابيب في الجدران لضمان تدفق الهواء الساخن نحو السقف. هذا النظام الفريد كان يعد من المعجزات الهندسية في وقته.
الحديقة الرومانية: نافذة على التاريخ والطبيعة
تحيط بالحمامات الرومانية حديقة مستوحاة من الطابع المتوسطي، تزينها النباتات الطبية التي كانت تستخدم قديمًا للعناية بالجسم. تعد هذه الحديقة مكانًا مثاليًا للاستمتاع بجمال الطبيعة وهدوء المكان. حيث يمكن للزوار الاسترخاء تحت ظلال الأشجار أو التجول بين الأعمدة الرومانية والفسيفساء التي تم اكتشافها في الموقع.
تضم الحديقة أيضًا العديد من الكنوز الأثرية، من بينها الأعمدة الرومانية التي كانت جزءًا من المجمع الكبير. وكذلك الفسيفساء التي تزين الأرضيات في بعض المناطق، مما يعكس فخامة هذا الموقع في الماضي.

فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية
اليوم، أصبحت الحمامات الرومانية في بيروت ليست مجرد موقع أثري، بل مركزًا ثقافيًا وفنيًا يستضيف العديد من الفعاليات على مدار العام. يمكن للزوار الاستمتاع بحضور المعارض الفنية التي تعرض فيها أعمال فنانين محليين وعالميين، وكذلك الحفلات الموسيقية والعروض الفنية التي تُنظم في الهواء الطلق. هذا التنوع في الأنشطة يجعل من زيارة هذا المعلم تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والفن.

زيارة الحمامات الرومانية: تجربة لا تنسى
زيارة الحمامات الرومانية هي رحلة عبر الزمن، حيث يمكن للزوار استكشاف بقايا هذه المعالم العريقة، التمتع بجمال الحدائق المحيطة بها، والمشاركة في الفعاليات الثقافية المتنوعة. كما أن الموقع يعد مكانًا مثاليًا للترفيه والاسترخاء في قلب بيروت.
بفضل موقعها الاستراتيجي في قلب العاصمة، وما تحويه من تاريخ وجمال، تظل الحمامات الرومانية في بيروت إحدى أبرز الوجهات السياحية. تجذب هذه الوجهة الزوار من جميع أنحاء العالم.
وجهة أخرى ستثير فضولك: منطقة الصيفي في بيروت : أزقة تنبض بالثقافة


